بانوراما الموسم بين تصدّر البيئيّ الشاميّ وجرأة الاجتماعيّ ودراما «الأكشن»
تشرين-ميسون شباني:
لا أحد ينكر جودة المنتج الدرامي السوري وحضوره الكبير على المحطات، ويبدو أثره واضحاً بشكلٍ أكبر مع الموسم الرمضاني، فقد استطاعت الدراما السورية أن تحجز مكاناً خاصاً لها عبر المحطات المحلية والعربية، خاصةً أن معايير الجودة العالية باتت السمة الواضحة التي ميزت درامانا، سواء من ناحية الإخراج، أو حتى أداء الممثلين، من دون أن نغفل الحبكة الدرامية للعمل التي تجعلنا نتابعُ بشغفٍ مجريات العمل الفني، ومع اقتراب شهر رمضان الكريم بدأ السباق المحموم للعروض الدرامية، وأخذت المحطات الفضائية المحلية والعربية، تبثُّ (برومويات) المسلسلات التي ستعرضها.
دسم الحكايا الشاميّة
ولعلّ المزاج الأبرز هذا العام كان متجهاً نحو البيئة الشامية، وأبرز الأعمال التي ينتظر المتابعون حضورها بشغف مسلسل: «العربجي» الذي اعتمد شكلاً مختلفاً وقاسي المظهر في الدعاية الإعلانية له، من ناحية الكاركتر الجديد الذي ظهر فيه بطل العمل الفنان باسم ياخور، والعنوان الذي ذُيّل به: «نار من رحم الظلم»، وأكد صنّاع العمل أنه فكرة جديدة غير مكررة في صنف الأعمال الشامية، فالأحداث تتم في فترة زمنية معروفة، لكنها لا تسير وفق توثيقٍ معين.. إذ تتمحور قصة «العربجي» حول شاب يافع يدعى «عبدو» يعمل سائق عربات تجرها الخيول -إحدى الحرف المعروفة والراسخة في دمشق في القرن ما قبل الماضي -، لكن سهام الحبّ تصيبُ قلبه، ويقع في غرام «ناجية»، غير أنّ سوء حظه أنها لا تبادله الشعور ذاته، وهو الشيء الذي يعكر صفو حياته.. المسلسل بطولة كل من: باسم ياخور، سلوم حداد، ديمة قندلفت، ميلاد يوسف، نادين خوري، فارس ياغي، وائل زيدان وغيرهم، ومن تأليف عثمان حجى، وإخراج سيف الدين السبيعي.
حارة القبة (3) حكاية جديدة
بينما استكملت المخرجة رشا شربتجي الجزء الثالث من مسلسل «حارة القبة» بأسلوبٍ ممزوج بالتشويق والإثارة، ويحاكي بتفاصيله فترة (السفربرلك)، والحكم العثماني لبلاد الشام في القرن التاسع عشر، ويسلط الضوء على أهل مدينة الشام القديمة ومعاناتهم من الفقر والجوع والتشرّد، وسنشاهد في هذا الجزء تغييرات عدة وجذرية بشأن موضوع الأمانة، وسنشاهد شخصيات مختلفة ومسارات درامية متغيرة يقودها «أبو العز» بطل الحكاية، وهو من تأليف أسامة كوكش، وبطولة كل من: عباس النوري ،خالد القيش، رنا شميس، فراس إبراهيم، فادي صبيح، نادين تحسين بيك، محمد حداقي، رواد عليو..وآخرين.
«مربى العز» في حارات الشام
ولم تكتفِ المخرجة شربتجي بمسلسل «حارة القبة» (3)، بل تعهدت بعملٍ جديد حمل عنوان «مربى العز» ليكون عملها البيئي الثاني هذا العام، وتدور أحداثه في ثلاث حارات دمشقية في الفترة الممتدة من سنة 1900 إلى 1919، حيث لكل حارة زعيم، ولكل زعيم أبناء تربوا على العز.. وتبدأ حلقات العمل من طفولة ثلاثة أطفال، ونتابع مشوار هؤلاء الثلاثة بعد سن الشباب، والصعوبات التي تواجههم، وماذا ستفعل بهم الأيام.. كما يناقش المسلسل أحوال المجتمع السوري، ويرصد الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي عاشتها الحارة الدمشقية في تلك المرحلة.. المسلسل من تأليف علي معين الصالح وبطولة: عباس النوري، سوزان نجم الدين، أمل عرفة، محمود نصر، نادين خوري، أسامة الروماني، خالد القيش، سوزانا الوز، حسن خليل، بلال قطان، محمد قنوع، روعة ياسين.. وغيرهم.
عودة إلى «حارة الضبع»
أما الكاتب مروان قاووق، فاختار العودة بحدودتة جديدة مع باب الحارة بجزئه الثالث عشر مستعيداً حارة الضبع، مركز الحكاية الأساسية للعمل، والتي اشتهر بها، لينهي عبرها كل القصص التي تم طرحها في الأجزاء السابقة: ١٠ و ١١ و١٢ عبر «حارة الصالحية»، وينتهي بالاستقلال من المحتل الفرنسي وعودة الأهل لحارة الضبع مع استحضار شخصية «أبو غالب» وبقصة مختلفة في الطرح، إضافةً لشخصيات كانت لها فاعلية في أحداث وقصص المسلسل الذي تولى إخراجه هذا العام المخرج منال عمران، وهذا الجزء من بطولة كل من: نجاح سفكوني، رضوان عقيلي، فادية خطاب، عبير شمس الدين، سحر فوزي، روعة ياسين، حسين عباس، أمية ملص، نزار أبو حجر، رباب كنعان، وغيرهم .
جرائم في «زقاق الجن»
كما تستمر الدراما البوليسية في طرح قضايا جديدة، ولعلّ أبرز أعمال هذا الموسم مسلسل «عين الشمس» الذي يناقش مجموعة من القضايا المهمة، مثل: تهريب المخدرات، تهريب الآثار وآثارها السلبية على المجتمع.. والمسلسل من تأليف مجموعة من الكتّاب وإخراج يزن أبو حمدة، ويتصدى لبطولته كل من: رشيد عساف، نادين خوري، صفاء سلطان، كرم الشعراني، روعة ياسين، لينا حوارنة، تيسير إدريس، جمال العلي، ريم عبد العزيز، روبين عيسى، حسين عباس، ومن لبنان الفنان بيير داغر.
فانتازيا تاريخية
ويشهد الموسم الدرامي الرمضاني أيضاَ عودة الكاتب هاني السعدي بعد غياب طويل عبر مسلسل «ذئاب الليل» الذي ينتمي إلى «الفانتازيا التاريخية» المزاج الذي اشتهر في تقديمه وحمل بصمة المخرج سامي جنادي، وترتدي الحكاية ثوباً تاريخياً غير محدد الزمان والمكان لتعتق شخوصها من وطأة الحداثة والتطور، فتعود المشاعر إلى فطرتها وأصالتها من حب ونبل وشهامة في مدينة مزقها الخوف واللصوص، فبات كل شيء فيها مستباحاً، ويأتي الحب ليكون خشبة الخلاص الوحيدة لأفئدة العشاق ولقلب المدينة الممزق.. وتشارك في بطولته مجموعة من النجوم منهم: سلوم حداد، مهيار خضور، لجين اسماعيل، نادين خوري، رشا إبراهيم وآخرون .
مقابلة مع السيد آدم(2)
وفي مقابلة مع السيد آدم(2) تُستكمل أحداث الجزء الأول التي دارت في إطارٍ تشويقي، يجمع بين الجريمة والإثارة، وسيشهد هذا الجزء تشويقاً أكبر حيث يتابع الدكتور « آدم عبد الحق» رحلة البحث عن العصابة التي وقفت وراء مقتل ابنته ويدخل في تفاصيل صعبة، ويكتشف شبكة معقدة تعمل في تهريب وتجارة المخدرات، تحت غطاء الأعمال التجارية، حيث يلاحق هذه الخطوط ويربطها ببعضها عبر رحلة من التنكر والهروب والاختباء، باعتباره يصبح مطلوباً للعدالة، والمسلسل من إخراج فادي سليم، وتأليف بالشراكة مع شادي كيوان وبطولة كل من: غسان مسعود، محمد الأحمد، رنا شميس، منة فضالي، يحيى بيازي، مصطفى المصطفى و آخرين.
صبايا (6) عودة الجميلات
مسلسل (الصبايا) مرّة جديدة، وفي مغامرة جديدة مرة أخرى بعد عشر سنوات، وستجمع القصة هذه المرة، وتحت سقفٍ واحد بعضاً من صبايا الأمس، بعد أن مرّت عليهنّ كلُّ تلك السنين مع صبايا جديدات مازلن في مقتبل العمر، وفق شرط درامي قد نجده مسوّغاً وشائقاً، وذلك على ذمّة حكاية كاتب ومخرج من عالم الرجال، وهما: السيناريست محمود إدريس والمخرج فادي وفائي، وسترصد الكاميرا الحياة اليومية للصبايا وفق مسارات وخطوط درامية متنوعة للشخصيات، تم اختيارها بعناية لتكون أكثر التصاقاً بالواقع عبر الجزء الجديد من المسلسل الذي هو بطولة كل من: ديمة بياعة، جيني إسبر، نظلي الروّاس، ميرنا شلفون، نورا العايق، دوجانة عيسى، ندى برهوم، لين ضحيّة.