بعد الزلزال.. قواعد لا بدّ من أخذها بالحسبان.. خبير يدعو إلى العمل وفق نظام الشركات الهندسية
تشرين – منال صافي
يرى أهل الاختصاص أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بوقت ومكان حدوث الزلزال، لكن بالعلم يمكن التخفيف من حدته، إذ يجب أن تحقق الأبنية أثناء تشييدها مستقبلاً اشتراطات الزلازل، ويقدم خبير البيتون المسلح والأستاذ الجامعي عصام ملحم جملة من المقترحات التي يجب أخذها بالحسبان لتكون بمنزلة خريطة طريق للمرحلة القادمة، فتنفيذ المنشآت يجب أن يكون وفق المخططات المدروسة وألّا يتم التلاعب فيها بهدف زيادة الربح، لأن تنفيذ منشأة تصمم لمقاومة الزلازل ي يحتاج إلى تكلفة إضافية تصل إلى 10 % من تكلفة المنشأة على الهيكل، والنقطة الأهم أن المنشآت تتكون من مادتين أساسيتين هما ( البيتون وفولاذ التسليح ) وهاتان المادتان لهما مواصفات فنية محددة، ولا يمكن معرفة إن كانت هاتان المادتان تحققان الجودة المطلوبة بالمشاهدة أو اللمس، بل فقط عن طريق اختبارات تجري على هاتين المادتين في مخابر متخصصة، وأن مهمة الجهات المختصة التأكد من أن مواد البناء تخضع لاختبارات ضبط الجودة.
لجان هندسية
وأشار الدكتور ملحم، وهو عضو في لجنة الكود السوري، إلى ضرورة إعادة النظر في واقع العمل الهندسي في سورية، من خلال تشكيل لجان هندسية متخصصة تقوم باستلام المباني أثناء التنفيذ وبعده، وألّا يفرز المبنى ويباع حتى يتم التأكد من تحقيقه شروط السلامة، وشدد على أنه من غير المقبول أن كل من يملك مبلغاً من المال يقوم بتنفيذ بناء على مبدأ “الشقيع”، وأن يستحوذ على هذا القطاع المهم، فالمقاول لا يهمه سوى تحقيق الأرباح.
وشدد على أهمية استصدار القوانين لتنظيم العمل الهندسي، ومنع الأشخاص غير المؤهلين من القيام به، مقترحاً أن يتم العمل وفق نظام الشركات الهندسية التي تضم الكادر الهندسي والخبير وتكون هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن التشييد والبناء، و أن تكون هناك وثيقة مرفقة لكل بناء سيشيد في المستقبل بأنه مقاوم للهزات الأرضية حتى يسمح ببيعه، وكذلك الأمر بالنسبة للمباني التي مازالت على الهيكل وعددها كبير جداً فيمكن الكشف عليها ومن الممكن تدعيمها لتوافق اشتراطات الزلازل باعتبار أن التكلفة تكون بسيطة لأن هذه المباني لم يتم إكساؤها بعد، أما بالنسبة للمباني القائمة وخاصة البرجية العالية فيجب الكشف عليها في الوقت الراهن والتأكد في حال كانت تحقق اشتراطات مقاومة الزلازل فهناك فرصة لتدعيمها.