تحليل موثّق للأحداث الجارية في سورية.. الغرب بلسانه: ندعم الإر*ه*اب و«د*ا*عش» إحدى أدواتنا

ترجمة وتحرير: راشيل الذيب:
تحدث الكاتب والباحث الكندي مارك تاليانو في مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» عن دعم الغرب للإر*ها*بيين في سورية، وحول العالم، واستخدامهم وكلاء لتنفيذ مخططات «الإمبراطورية» الأمريكية، مستشهداً باعترافات لمسؤولين غربيين أنفسهم.
وأكد تاليانو أن فهم التاريخ يعد بوصلة لفهم إستراتيجيات الغرب، ففي حال تمكن الجمهور، على سبيل المثال، من فهم ما حدث وما يحدث في سورية، فسيكونون أكثر قدرة على فهم ما حدث وما يحدث في أوكرانيا نظراً لوجود أوجه تشابه غير عادية بين الساحتين تبرز سلسلة متصلة من تدمير ممنهج للعالم قاده الغرب تحت شعاري «الإنسانية» و«الديمقراطية» الزائفين. وسيدرك الجمهور أيضاً أن «الإمبراطورية» الأمريكية تستخدم الوكلاء لشن حروبها، فجندت النازيين في أوكرانيا، مثلما جندت تنظيمي «د*ا*عش والقا*ع*دة» في سورية وخارجها.
ولفت تاليانو إلى أن سورية دولة ذات سيادة وقيادتها تحظى بدعم واسع من الشعب السوري، وذلك وفقاً لتقرير من داخل حلف شمال الأطلسي يعود لعام 2013 ونشرته شبكة «فولتير» الفرنسية، مشيراً إلى أن ما يسمى بـ«المعارضة المعتدلة» التي سعت واشنطن لتنصيبها هي على صلة بتنظيمي “دا*ع*ش والقاعدة” الإر*ها*بيين.
وقال الكاتب: إحدى الإستراتيجيات الرئيسة لـ«الإمبراطورية» الغربية ووكلائها هي دعم وتمويل الإر*ها*بيين على اختلاف تنظيماتهم وانتماءاتهم في جميع أنحاء العالم، سواء في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي أو في ليبيا أو في سورية والعراق وليبيا، وذلك حسب وثائق رفعت عنها السرية، وتشمل تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) يعود لعام 2012.
وتابع: وهذا ما أكدته أيضاً عضو مجلس النواب الأمريكي تولسي غابارد التي سبق أن صّرحت في عام 2020 قائلة: من العار أن تستمر الولايات المتحدة وإعلامها بدعم الإر*ها*بيين ووصف أولئك الموجودين منهم في إدلب بأنهم «مسلحون أو ثوار أو متمردون معتدلون.
ولفت الكاتب إلى أن الدعم الغربي لتنظيم “د*ا*عش” الإر*ه*ابي اتخذ صوراً وأشكالاً عديدة، علنية وسرية، ومثال ذلك ما حدث في جبل الثردة في محيط مطار دير الزور في عام 2016 عندما قصف طيران ما يسمى «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة موقعاً عسكرياً تابعاً للجيش العربي السوري في محاولة منه لدعم التنظيم الإر*ها*بي، وهي حادثة وُثِّقت بالتفصيل في كتاب «الحرب القذرة على سورية» للباحث الأسترالي تيم أندرسون.
وأضاف تاليانو: إن “دا*عش” وكيل للولايات المتحدة وللغرب وأداة في يدهم، عمل على «تدمير» سورية وإضعافها، فقام بتدمير البنية التحتية وسرقة المدينة الصناعية في حلب وغيرها، واحتلال حقول النفط ونهبها.
وفي الواقع، كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صرّح علانية في وقت سابق من عام 2019 أنه يتوقع أن تجني بلاده ملايين الدولارات شهرياً من عائدات النفط السوري طالما بقيت القوات الأمريكية في البلاد.
وأكد الكاتب أن بقاء الحكومة الشرعية السورية في السلطة هو انتصار في حدّ ذاته على الإر*هاب وعلى المتآمرين على سورية، منادياً بضرورة رفع العقوبات عن البلاد، والتي تستند بالكامل إلى ذرائع مزيفة، صاغتها بمجملها مصادر غربية كمن يعرف بجماعة «الخوذ البيضاء» التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة الإر*ه*ابي.
وشدد تاليانو على فكرة أن الغرب اعترف بكل مخططاته الشيطانية، مستشهداً بمصادر غربية عديدة، وبجملة ذلك ما قاله المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي: «كنا ننتظر قيام دا*عش بالضغط على الدولة السورية..»، وأيضاً ما قالته غابارد في عام 2019: «لقد كُذِبَ علينا جميعاً.. هذه خيانة.. خيانة للأمريكيين.. قيل لنا إن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لديه أسلحة دمار شامل ولديه صلات مع القاعدة ويشكل تهديداً للأمريكيين..». وتابعت: «المشكلة أن الرئيس الأمريكي (في إشارة إلى دونالد ترامب) لديه صلات مع القاعدة ويدعمها.. لقد أصبح التنظيم اليوم أقوى مما كان عليه قبل أحداث الحادي عشر من أيلول.. ترامب لا يزال يخون الأمريكيين». هذا فضلاً عن رسائل البريد الإلكتروني المشبوه الخاص بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، والذي تم رفع السرية عنه في عام 2020، ومخطط الباحث البريطاني- الأمريكي برنارد لويس لتقسيم الشرق الأوسط، وغير ذلك الكثير.
يشار إلى أن الكاتب مارك تاليانو قدم إلى سورية مرات عديدة خلال سنوات الحرب الإر*ها*بية ليشاهد بأم عينه حقيقة ما يجري على الأرض ويقدم تحليلاً مستنيراً وموثقاً يدحض الروايات الإعلامية السائدة والأكاذيب التي روج لها الغرب عن البلاد من خلال كتابه «أصوات من سورية».

أقرأ أيضاً:

«ملف تشرين».. واشنطن المُحاصرة بتفاهمات سوريّة- عربية- إقليمية تهدد بموجة «د*ا*ع*ش*ية» جديدة

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار