مخبريّ ثم مخترع وطبيب للإنسانية….
تشرين_ لمى بدران
شخص مشتعل بشرارة الفضول العلمي منذ كان طفلاً يشتري مجلات الأطفال العلميّة عوضاً عن الحلوى من مصروفه الخاص
قحطان غانم ابن محافظة اللاذقية الذي كانت تشدّه المواد العلميّة أكثر من غيرها بكثير لذلك اختار المعهد الطبّي ودرسه آملاً بعده السفر إلى بلغاريا لكن ذلك لم يحدث لأنه من عائلة كادحة مكونة من عشرة أشخاص وهنا بدأت رحلة جديدة بخيارات مختلفة….
حيث تم تعيينه في أحد المستوصفات التابعة لوزارة النفط كمخبريّ ثمّ انتقل إلى مخبر المشفى الوطني باللاذقية وهناك اكتسب خبرة في الإسعاف ومبادئ وأصول الفحص السريري والطب بشكل عام وأخذ يتّبع الدورات ويواظب شراء كتب الطب المتقدّمة إلى أن وصل مستويات عالية وذلك بالتزامن مع اهتمامه بعلم الكون وببحوثه فيها وكان واثقاً لدرجة أنه قدّمها لجامعة تشرين وحاضَرَ فترة معينة فيها بكلية العلوم قسم الفيزياء ثم انتقل للاهتمام الأكبر بعلم الذرة والميكانيك والرياضيات والعلوم الطبية.
“اختراعات متنوعة وقصته مع عملاق الفيزياء آينشتاين”
ذكر في حديثه ل”تشرين” أن قصته مع آينشتاين هي قصة تلاقي على درب معرفي واحد قام فيها بكشف أعمق وأعقد أسرار الكون والذرة وهي المواضيع التي كان يحلم آينشتاين بالوصول إليها ولم يكن ذلك مجرد كلام بل حقائق مبنية على أسس لغة الكون وهي الرياضيات…
كما قال إن هناك شيء مميز قدّمه في مسيرته العلمية وهو اختراع محرك ميكانيكي يعمل على طاقة أمواج البحر مجموعة منه قادرة على مد بلد بالطاقة الكهربائية ومُنح لأجله براءة اختراع كما أنه اخترع مجموعة من الأدوية بينها دواء لعلاج السرطان ودواء لإبطاء وفرملة الانقسام الخلوي
ونصل بعدها إلى بداية انتشار الكورونا التي دفعته لاختراع دواء عشبي ١٠٠% قدّمه للّجنة العلمية بوزارة الصحة التي أجمعت أن هذا الدواء صحيح من حيث الفاعلية بالقضاء على الفيروس لكن طريقة تحضيره تسببت بعدم منحه براءة اختراع ولم تمنعه من إعطائه لمرضاه كونه عشبي تماماً ولقد أخذه مئات المرضى من مختلف المحافظات وأثبتوا فعاليته في الشفاء.
“الكثير من طرق الشّفاء معبّدة بالإنسانية”
عن رمزيّة أسعاره قال لنا غانم: كانت أسعاري في الدواء رمزية لأني كنت آخذ من الغني وأعطي للفقير ولذلك لقبني عامة الناس طبيب الإنسانية وأضاف: لقاء صمودهم الأسطوري في وجه المؤامرات أقدّم العلاج مجاني لأبناء الجيش العربي السوري وعناصر الأمن وأبناء وزوجات الشهداء وطبعاً المهجّرين خصوصاً من حلب إضافة لآلاف الاستشارات من كل المحافظات
وقد لاحظ طبيب الإنسانية أن الكثير من جرحى الجيش يعودون إلى منازلهم بلباس المعركة الممزّق لذلك اقترح في دائرته الشعبية حملة تبرعات قادها وجمع للأبطال الجرحى ما يحتاجونه وهو مستمر في حملات الدعم كهذه …. أما أصعب حالة مرضيّة أتته هي للسيد مؤيد الأبيض من الدريكيش الذي كان مريض كورونا بمرحلة متقدمة ونسبة الارتشاح عنده خطيرة مع ضيق تنفس شديد وذلك عندما اتصل أخاه فيه ليخبره أن أحد أصدقائه في حالة حرجة ولم يلقَ نتيجة من المستشفى وتم إرسال الدواء الذي أعدّه له ليتعافى أثره ويعود كما كان.
“أحفاد هذا الإنسان هم وطنه”
وردّاً على سؤال تشرين للدكتور قحطان عن سبب عدم سفره خارج القطر قال: أول دعوة لي من خارج القطر قدّمتها دولة الأردن عن طريق اتحاد الطلبة في جامعة عمان وقدّمت دولة أجنبية هي السويد فرصة لعقد عمل في مصادم الطاقات العالية المُقام على الحدود بين فرنسا والسويد لكن كانت حاجة بلدي وشعبي ومحبة عامّة الناس لي تمسك بثيابي وتمنعني إضافة إلى ابني الوحيد وحفيدي آدم وحفيدتي راشيل هؤلاء هم أمي ووطني ….
“التنقل من العالم الأزرق نحو الحقيقة”
يحدث هذا التنقل عند غانم كالتالي: تخصصي في علم الكون يدعوني للتدخل في مختلف الاختصاصات العلمية وأقدّم خدماتي بداية من معرفة الحالة للمريض على وسائل التواصل الاجتماعي وأحوّل بنشاطي الأمر من واقع افتراضي إلى حقيقي حيث أحزم حقيبتي المحتوية على مختلف الأدوية العشبية ولا أتردد بالسفر إلى المريض ولقائه في منزله ومعرفة وضعه المادي وتقدير حالته فيما إذا كان يستحق العلاج المجاني…
هكذا هي الإنسانية وهكذا هم الأطّباء يُسخّرون علمهم وإمكاناتهم والظروف المكانيّة والزمانيّة وحتى الحداثة التكنولوجية في سبيل خدمة الإنسان فقط وليس للحروب والدمار ونشر الإرهاب والتضليل والتلفيق والتهكير فلنكن جميعنا أطباء للإنسانيّة ولنعالج وطننا من سموم الحرب وأوزارها.