يبهرون الجمهور بأعمال بيازولا موسيقيو سورية بقيادة باغبودريان في الجزائر
تشرين-إدريس مراد:
“احتضنت قاعة أوبرا الجزائر مؤتمراً في إطار المهرجان الدولي الثاني عشر للموسيقا السيمفونية وحفلاً لأعمال الأرجنتيني أستور بيازولا.. وفي جو بهيج قدمت الأوركسترا السورية مقطوعات لـ(بيازولا) تكريماً لهذا الموسيقار اللامع الذي تمكن من إدراج رقصة التانغو في أكبر المسارح العالمية.. فتحت إشراف قائد الأوركسترا ميساك باغبودريان قام العازفون بأداء هذه الأعمال حيث تجاوب معها الجمهور مطولاً…” هكذا كتبت وكالة الأنباء الجزائرية ترحيباً بفرقتنا السيمفونية ومشاركتها في مهرجان موسيقا السيمفونية الدولي الحادي عشر الذي اختتمت فعالياته قبل أيام قليلة في العاصمة الجزائر.
وللتذكير لم تغب موسيقا سورية عن هذا المهرجان منذ انطلاقته عام 2009 حيث تشارك المجموعات الموسيقية السورية بقيادة باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، وفي كل دورة من المهرجان تقدم برنامجاً مختلفاً عن الآخر ليكون لها وقع خاص عند الجمهور الجزائري والقائمين على الفعالية.
أنماط موسيقية متنوعة
وفي هذا السياق يقول المايسترو باغبودريان لصحيفة تشرين:« في النسخة الثانية عشرة لمهرجان الموسيقا السيمفونية الذي اختتمت فعاليته مؤخراً مثلّنا سورية بتشكيلة موسيقية مختلفة عن المشاركات السابقة لنقدم أنماطاً موسيقية جديدة للجمهور الجزائري، ففي هذا العام وبالتنسيق مع إدارة المهرجان اخترنا أعمال المؤلف الأرجنتيني أرنستو بيازولا، وذلك بسبب غياب فرق تقدم هذا الشكل الموسيقي الذي أصبح الآن من الأعمال الكلاسيكية، وكان لابدّ من وجود آلة الأوكرديون والبيانو، لضرورتهما في تنفيذ مثل هذه الأعمال إلى جانب التشكيلة الأوركسترالية المختارة، تقريباً تشبه التشكيلة التي قدمناها مع الفرقة الأرجنتينية والأرمنية في دمشق قبل فترة وجيزة، أما في السنوات السابقة فقد شاركنا أيضاً بأنماط متنوعة كأوركسترا الوتريات وأوركسترا النفخيات والوتريات كما قدمنا في إحدى الدورات كورال الحجرة وأيضاً كنا حاضرين يومياً مع عدد من مغنيّ الأوبرا السوريين، وعلى العموم أستطيع القول: إننا شاركنا في كل دورات هذا المهرجان الهام وكنا دائماً موضع اهتمام ورعاية من المعنيين في الشأن الثقافي بالجزائر الشقيقة وجمهورها أيضاً».
التانغو بلغة جديدة
وعن اختيارهم لأعمال بيازولا يتابع باغبودريان: «عندما نتحدث عن بيازولا، فإننا نتحدث عن موسيقي متعلق بجذوره الأرجنتينية، وعن موسيقي استلهم أعماله من الألحان الشعبية وبنى عليها مقطوعات موسيقية بلغة جديدة ونشرها في العالم ليشد أنظار الناس إلى موسيقا بلده وخاصة التانغو منها، بل وغيرها من شكلها التقليدي إلى شكل جديد، وأعطاها حرية وتعبيراً موسيقياً أكثر، وتالياً ترك أثراً كبيراً في الموسيقا الأرجنتينية كما ترك بصمة عالمية في الموسيقا الكلاسيكية بأسلوبٍ مبتكر من حيث اللغة الموسيقية وآلية مختلفة».
إطلالة على العالم
وعن أهمية المشاركة السورية يقول باغبودريان: «المشاركة السورية ضرورية لأن أي مهرجان هو معرض، نعرض فيه أحسن منتجاتنا ونبيّن للعالم ماذا أنتجنا وإلى أين وصلنا، وهكذا أيضاً الدول المشاركة تقدم الأجدر مما لديها، إذاً هي نافذة بالنسبة لنا على العالم لإظهار مواهبنا وقدراتنا وتجسيد الساحة الموسيقية عندنا بشكل عام، ولأن ما نقدمه في الجزائر هو مما نقدمه في سورية، والجميل هو تفاعل الجمهور الجزائري معنا، حيث تفاجأ البعض بهذا النمط الموسيقي الجديد لديهم وهناك من تفاجأ بأداء موسيقيينا الذي ترك لديهم انطباعاً ايجابياً».
مجموعة مع الأوكرديون والبيانو
عن التشكيلة الموسيقية السورية التي شاركت ينهي المايسترو ميساك باغبودريان حديثه: «المجموعة كانت منوعة، منهم أعضاء في الفرقة السيمفونية الوطنية، ومنهم من خريجي المعهد العالي للموسيقا إلى جانب طلاب من المعهد أيضاً، وهذه رسالة للجمهور والدول المشاركة، فعندما يشاهدون شباباً صغاراً يعزفون معنا بأداء موسيقي جيد هذا يعني أنّ لدينا تهيئة موسيقية ولدينا تعليماً موسيقياً مستمراً، وعندما يرون شباباً بعمر عشرين، هم من عاشوا الحرب ورغم ذلك درسوا الموسيقا، وبالتالي وجود هذه الفئة العمرية بمثابة رسالة مفادها إننا مستمرون في تطوير ثقافتنا وموسيقانا رغم كل الصعوبات، أما من الناحية التقنية فالكبار يعطون ما لديهم من الخبرة الموسيقية للشباب، والشباب بدورهم يعطونا الطاقة وتالياً تأتي النتيجة منسجمة موسيقياً وإنسانياً».
تكريم
يشار إلى أنه شاركت سورية في المهرجان الموسيقا السيمفوني الثاني عشر إلى جانب أربع عشرة دولة من آسيا وإفريقيا وأوروبا، وفي ختام المهرجان وبحضور سفير سورية لدى الجزائر الدكتور نمير غانم تم تقديم درع التكريم إلى عازف الأوكرديون وسام الشاعر ودرع المهرجان للمايسترو ميساك باغبودريان.