“حارس الفلة البنفسجية” في ضيافة جمعية بانياس الثقافية

تشرين- ثناء عليان:
“حارس الفلة البنفسجية” مجموعة قصصية للأديب مفيد عيسى أحمد الذي حلّ ضيفاً على المركز الثقافي في بانياس بدعوة من جمعية بانياس الثقافية لمناقشة مجموعته الصادرة عن وزارة الثقافة، بحضور مجموعة من المثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي الذين تناولوا بآرائهم، مختلف نقاط الإبداع في هذه المجموعة.
عن هذه الاستضافة قالت الشاعرة نعمى سليمان عضو جمعية بانياس الثقافية: أجمل ما يكون أن تعانق الكلمة، وأن تعود لمناقشة كتاب وأن تدخل عوالم الكاتب وتسبر أغواره، والأجمل استضافة كاتب وقاص وروائي بمرتبة مبدع، تنقّل في عوالم الأدب بين القصة والرواية، كتب الواقع ورصد النفس البشرية المتغيرة بسبب الحرب والفقر والحاجة، إنه الكاتب مفيد أحمد، صاحب المجموعة القصصية “حارس الفلة البنفسجية” التي جاءت من تجارب حياتية لأناس من محيط الكاتب، أناس شهدوا الحرب والدمار حتى على مستوى دمار النفس البشرية، مشيرة إلى أن الكاتب تطرق لعلاقات الحب غير المكتملة بسبب الواقع الاقتصادي والشباب الباحث عن لقمة العيش بعيداً عن مجال دراستهم وتخصصهم، فقط لأنهم في هذا البلد الذي عليك أن تسابق لقمة العيش، فيه التطرف في الأفكار والمواقف الحال الذي أوصلنا لما نحن فيه، إلغاء الآخر، والتعنت بالرأي كل هذه الأفكار كانت في مأدبة القصص التي قدمها الكاتب وعالجها، فهو لم ينفصل عن الواقع ولم يكتب إلّا ما كان، ويشهد له بأن الدهشة عامل أساسي في القصة وكانت موجودة في جميع القصص.
وكان لطرطوس الجميلة حسب الشاعرة سليمان نصيب في قصص الكاتب دائماً، ومن يجيد القراءة يشم رائحة الشوارع والأزقة البحرية، مؤكدة أن الكاتب أجاد في القصة، وتميز السرد لديه بالواقعية والرمزية وأدهش في سرده.. ويبدو القاص في مجموعته القصصية “حارس الفلة البنفسجية” حسب الشاعر علي سعادة مخرجاً أخرجته تجارب الحياة وحروب الإخوة الألدّاء من سرب السرد الممل إلى سماء الإبداع الحر الشائق، إذ يُنزلنا من برج الأوهام نحو جهنم الواقع البائس، ويصوّرنا بقلمه الصادق الساطع ويصرخ فينا: هبّوا إلى الحب يا أولاد الكراهية، أما شبعتم قتالاً ونفاقاً وتصفيقاً للفساد؟ “كان يهدم أبنيةً راسخةً متقنة، ليشكل بناءً مبهماً لا يخلو من جمال غير مألوف، في كلماته تناثر فطري لحس طفولي، إنه طفل كبير، رجل كبير بسجية طفل”.
وبين الموت والموت يتجول بنا القاص الرشيق، يرشقنا بحقائق الحياة ودقائق الصعود إلى الهاوية، أين كنا وكيف أصبحنا؟ “ما أصعب أن نفتقد.. ولا يفتقد أحد”.
وترى الشاعرة سميا صالح أن القاص يكتب بالأسلوب البانورامي السينمائي الذي يتجه صوب الإنسانية المعذبة تحت غول التقليد والأعراف السائدة وأخطبوط الحرب والمتناقضات النافقة من جرائها، لافتة إلى أن مجمل القصص في مجموعته، كتبت بفن الهدفية والغائيّة، والقاص كتب المحتوى والشكل بتقنية الفن السابع، بحيث نستطيع أن نسمع حركات الأشياء، وأن نحس بضوء الصورة، وأن نُذهل في كيفية الانتقال من مشهد إلى مشهد، لذلك نرى في قصته (ثلاثة حقول وأربعة براعم) اتخذت صفة الصورة والقص وقد اقترب من التشيكي الشهير (فرانز كافكا)، والمتحولون في ظل مجتمعات قاسية لا يجد المرء بدّاً سوى أن يهرب من قسوة الحياة كي يتحول إلى شيء آخر.
بدورها أكدت الأديبة منيرة أحمد مديرة موقع “نفحات القلم” أن قصص الكاتب لا تبرح مخيلتنا لما لديه من قدرة جذابة على حبك الأحداث ونقلها بشفافية نعرفها واقعاً، كما استطاع أن يرسخها في الوجدان، وبرأيها فإن “حارس الفلة البنفسجية”، ربما كان تجسيداً لأضعف رجل يمكن أن نصادفه لتثبت نظرية أن الهيكل العظمي للإنسان لا معنى له إن لم تحرسه ميزات أخرى الكل يعرفها متعلقة بالكرامة وعزة النفس والشهامة التي تحرسهما، وهذا أعتقد ما قصده الكاتب حين صور ذلك الحارس لـ(شحاطة الطفل ذات البنفسجة).. الحديث عن المجموعة وما خطه بصور بديعة الكاتب مفيد أحمد يحتاج فعلاً لوقفة ولأكثر من مرة لفكفكة المعاني والدلالات، ورب قائل: إن ما صوره ليس بعيداً عن الواقع ولم يستخدم مفردات معجمية معقدة، وأقول: هنا الإبداع في الكتابة والقدرة على التصوير حين يقدر الكاتب على نقل ما نراه بفنية وحرفية ليدهشنا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟