الإعلاميون والإدارة المحلية
للمرة الأولى في تاريخ انتخابات الإدارة المحلية تكون هذه المشاركة الواسعة من الزملاء الصحفيين في الترشح، إذ ترشح 30 صحفياً وصحفية مع بدء التقدم بطلبات الترشح للانتخابات، ونافس 13 منهم على مجالس الإدارة المحلية، كان من بينهم 11 من قائمة الوحدة الوطنية و2 من المستقلين.
وإذ نبارك للزملاء فوزهم، نأمل أن تشكل مشاركتهم قيمة مضافة في تلك المجالس على مختلف تسمياتها، وأن نرى بصمة جديدة، ويدرك المواطنون أهمية وجودهم في الإدارات المحلية، ومقدرتهم على نقل الحقيقة، والبحث عن الحلول للمشكلات، التي تعترضهم أينما كانت في نطاق عمل تلك الوحدات، وأن يكونوا عوناً للمواطنين في طرح قضاياهم ومشكلاتهم ومتابعتها بكل دقة وأمانة.
لا يشفع الآن أي مسوغ للزملاء الذين نجحوا في انتخابات الإدارة المحلية، إلا أن يكونوا عين الرقيب الصارم، والمتابع الدقيق والحريص على نقل الهموم، التي يعيشها المواطنون، لأنهم على تماس يومي ومباشر معهم، والنظرة لهم في هذا الإطار في المجالس ستكون ملزمة ليكونوا متفاعلين وراصدين لكل وجع من أوجاعهم، إذا أرادوا أن يؤدوا رسالتهم على أكمل وجه.
الانتقال إلى الضفة الأخرى من ميدان العمل الصحفي هل من باب الشعور بالقنوط لمطالب الصحفيين التي لازمتها عبارة” للتريث” تجاه أي مطلب من مطالبهم المحقة على أكثر من صعيد، وخاصة ما يتعلق بطبيعة العمل الصحفي أسوة بغيرهم من العاملين في الاتحادات والمنظمات والنقابات، وخاصة مع صعوبات العمل وضغوطها التي تزداد يوماً بعد آخر، ولا تتناسب فيها الأجور مع مقدار الجهود المبذولة في هذا المجال، عدا العوامل الشخصية التي تفرض نفسها عند بعض قصيري النظر للحد من ذاك التفاني في العطاء، وباتت مع الزمن مكشوفة للجميع، وأصابت أصحاب العطاء بالإحباط، ولولا بعض الغيورين والحريصين الذين يتجدد معهم الآمل بغد مشرق أفضل، ربما كان عنصر الإحباط دفعهم لمغادرة تلك المهنة من أساسها، وهم الذين أمضوا جلّ عملهم في مهنة المتاعب؟!.
السلطة الرابعة اليوم أمام محك حقيقي، من خلال الزملاء الناجحين في الانتخابات، لتأكيد رغبتهم في العمل، والمساعدة في الشأن الخدمي، وتالياً إيضاح مختلف الجوانب المتعلقة بتنفيذ أو تأخير أي من المشروعات.
في المقابل لا نريد من الزملاء أن يلمعوا صورة أحد في تلك المجالس، فهل يكونوا على قدر المسؤولية المنوطة بهم والأماني والتطلعات نحوهم؟