أزمة المياه تتفاقم في مدينة السويداء.. والمتهم عوامل الطاقة
طلال الكفيري:
أزمة مياه حقيقية يعيشها، منذ أكثر من عام، أهالي مدينة السويداء، بحاراتها وأحيائها كلها، من جراء كميات المياه القليلة الواصلة إلى منازلهم، والتي تغيب أحياناً، حسب قول بعضهم لـ”تشرين” لأكثر من شهر، ما يضطرهم للتوجه نحو أصحاب الصهاريج الخاصة، لإطفاء عطشهم، والتي أرهقتهم أسعارها المرتفعة، إذ وصل ثمن النقلة الواحدة لصهريج صغير نحو ٣٠ ألف ليرة.
وبعد مسيرة المعاناة غير المتوقفة، يُطالب أهالي المدينة بإيجاد حل جذري، لهذه المشكلة، المُستفحلة يوماً بعد يوم، من خلال زيادة ساعات التغذية الكهربائية، وتوفير مادة المازوت لبدائلها ألا وهي مولدات الديزل، ومحاسبة عمال الشبكة المقصرين في عملهم، لأنّ الأمر لا يخلو أحياناً من ذلك.
ماذا تقول مؤسسة مياه السويداء
معاناة مواطني المدينة نقلتها “تشرين” إلى مدير عام مؤسسة مياه السويداء المهندس أمين غزالة الذي بدوره أوضح أن أسباب أزمة المياه في المدينة، مردها بالدرجة الأولى، إلى ساعات التقنين الطويلة، والقطع الترددي المتكرر أثناء عملية وصل التيار الكهربائي، ما انعكس سلباً على كميات المياه المُنتجة، وخاصة مع عدم قدرة المؤسسة على تشغيل المولدات، لعدم توافر مادة المازوت بالشكل اللازم، ما أدى إلى عدم تزويد المشتركين بالكميات اللازمة من المياه، إضافة لذلك قِدم شبكات المياه على ساحة المدينة، وعدم توافر الإمكانات لاستبدالها، والأهم هو التعديات على شبكة المياه من بعض الخارجين عن القانون، علاوةً على ما ذُكر فالمؤسسة تعاني من عدم وجود كوادر فنية كافية لديها، ما أدى للاعتماد على العمال المؤقتين، والتي مسيرتهم العملية لا تطول كثيراً، من جراء الأنظمة والقوانين الناظمة لعمل المؤقتين، عدا عن تدني أجورهم ما يدفعهم لترك العمل.
يضاف إلى ما ذكر هو عدم وجود دراسة هندسية لشبكة مياه المدينة، تتماشى مع التوسع العمراني الحاصل على ساحتها.
ما هي الإجراءات المتخذة
وللخروج من هذه الأزمة، وتأمين المياه للأهالي من دون أي منغصات، يقول مدير مؤسسة مياه السويداء: إعادة مصادر المياه المتوقفة عن العمل للخدمة بالسرعة القصوى، والتنسيق الدائم مع شركة كهرباء السويداء، لرفع الجهد في مواقع إنتاج وضخ المياه، لتشغيل الآبار والمضخات أطول فترة ممكنة، والعمل على صيانة شبكات المياه بشكلٍ مستمر للحد من الهدر، والأهم هو تغطية ديون المؤسسة المترتبة عليها، لتحسين واقع العمل مع القطاع الخاص، لكون المتعهدين يحجمون عن تعهد مشاريع المؤسسة، من جراء هذه الديون، إضافة لذلك فقد قامت المؤسسة بالتعاقد مع عدد من أصحاب الصهاريج الخاصة لتأمين مياه الشرب للمشتركين، وذلك من طوابع “المقوس، و الجرماني، والرئيسي” طبعاً بعد تسديد قيمة الفواتير المترتبة على المشتركين، مضيفاً: التعاقد مع صهاريج خاصة، جاء نتيجة عدم وصول كميات كافية من المياه إلى المشتركين، لوجود عجز بالكميات المُنتجة.
يشار إلى أن حاجة مدينة السويداء من مياه الشرب يومياً هي ٣٠ ألف متر مكعب، بينما الكميات المُنتجة تقدر بحوالي ٢٠ ألف متر مكعب، ويبلغ عدد المشتركين ٣٥٤٣٣ مشتركاً.