ماذا يخبىء الغد .. مفاجآت أم حلولا ؟!  

منطقتنا تموج بالعديد من المتغيرات وما تفرزه آثار تداعيات الأزمات والحروب المشتعلة على الساحة الدولية، دول تقف فوق “خرزة” بئر السقوط، وأخرى تتراقص وترقص على أوجاع الشعوب، دول غارقة بمديونيات، وشتاء قادم لا أحد يعرف كيف سيواجهه، وبشر نصفهم دخولهم مرتهنة للبنوك، صيف عصف لهيبه بدول لم تكن تحسب له أي حساب، مواد طاقة وسلع تتناقص، وغلاء غيّر الحسابات والموازين، وأشاع في النفوس الضنك وفقدان أي أمل قد يلوح في الأفق ..!

الأوضاع التي نعيشها ليست فقط في منطقتنا بالغة القسوة، والمواطن حتماً يئن وسيئن كثيراً من نتائجها، وهو من سيتحمل عبء ارتفاع الأسعار في ظل محدودية الدخل وثباته، بينما الارتفاعات السعرية تطحنه من كل اتجاه، لكنه يعيش الأمل بأن تضحياته وبقاءه صامداً سوف تثمر في النهاية، وستؤسس لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية إلى الأمام، هذا ما يطمح إليه المواطن اليوم.. فلا تخذلوه!

قبل نحو عامين، كانت التحديات التي واجهت بلدنا على تنوعها وحجمها ذات ملامح محددة و واضحة، لكن كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي أكثر تضرراً و هو ما تعانيه الخطط والاستراتيجيات الرسمية الآن.. ما تشهده أغلبية الدول وقوعها تحت تأثيرات خطرة، لما فرضته الأزمات السياسية وحالات الحصار الاقتصادي الجائر على بعض الدول من تأثيرات كارثية في الاقتصادات، فاليوم تبدو الصورة شديدة السواد كأن العالم يعيش أمام منعطف خطير، وشعوب تضع أيديها على قلوبها مما هو قادم، فالأشهر المقبلة صعبة وحاسمة، ولا أحد بمقدوره التكهن بما تحمله الأيام من مفاجآت “سارة “، فعلى الصعيد المحلي الأوضاع صعبة وحجم التحديات كبير، فالخيار هو التكيف بالمتاح، رغم مرارة القرار، إلّا أن ذلك لا يبرر ولا يعفي من حالة المراوحة بالمكان وعدم اجتراح حلول ومخارج تلطف من ثقل الأوضاع، لا أن يتحمل المواطن كل التبعات .. !

السؤال اليوم: ماذا سيحصل غداً؟ وازدادت المخاوف في ظل تعقيدات على الساحة الدولية وما رافقها من حالات تضخم وغلاء وفقر..؟ هل سترتفع فاتورة المعيشة وما تجر وراءها من قيم وأعباء إضافية .. وهل من مفاجآت أخرى..؟ وهل من قرارات وقتية حسب ما تفرضه الأوضاع الحالية؟ أم إن هناك ما يشي بأن حلولاً تلوح بالأفق تحدد الأهداف المستقبلية قادرة على التخفيف من الانعكاسات غير المناسبة على الواقع؟

الأمر المهم الذي ينبغي على الجميع معرفته ، مواطنين وإدارات معنية بالحل، هو أن انتهاء الحرب وتبريد فتيل الأزمات وإزالة الحصار أو تخفيفه على بعض اقتصادات الدول لا يعني أبداً أن العالم سيعود إلى ما قبل اندلاعها، فالملاحظ أن معادلة التحالفات الدولية باتت أكثر تعقيداً ، أوروبا وأميركا من جانب، وروسيا والصين من جانب آخر، فيما بقية الدول تتحسس رؤوسها، وهذا ما يرتب وقتاً طويلاً أمام دول وحكومات لتأخذ مسارها المناسب وتضع خططها وتوجهاتها وكيفية النهوض باقتصادها وعوامل نموه

تأثيرات قاسية يبدو أن بقاءها سيطول، والأكثر فداحة هو أسعار الغذاء، وهذا ما قد يحرم طبقات عدة في العالم من الحصول عليه، فكل يوم هناك تطور يحصل على الساحة الاقتصادية وحالة الغلاء، مع غياب الأمل باستقرار الأسعار في المستقبل القريب.. وهنا فالثابت الوحيد التكيف مع الوضع الحالي رغم قسوته، وتعزيز المشاركة الجدية بين القطاعات الرسمية والخاصة والمشتركة، إن وجدت، للخروج بمخارج إجراءات ولو إسعافية تقلل من وهج ما يحصل، والضرب بيد من حديد لكل من يتلاعب ويمارس الاحتكار والسمسرة على رقاب العباد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار