كيف سيكون استعداد منتخبنا الشاب السلوي لنهائيات كأس آسيا؟
معين الكفيري
تنتظر منتخبنا الوطني بكرة السلة للشباب مشاركة مهمة في كأس آسيا التي ستقام بعد أسبوعين في العاصمة الإيرانية طهران بعد تأهل شبابنا لهذه البطولة في نهاية مطاف غرب آسيا التي استضافتها صالة الفيحاء بدمشق وحان الوقت للحديث قليلاً عن المستوى الفني للمنتخب خاصة بعد أن حقق المطلوب وبلغ النهائيات الآسيوية.
الجميع لاحظ وسمع الكثير من الملاحظات والانتقادات التي طالت اتحاد اللعبة والكادر الفني للمنتخب وخاصة في مباراتي العراق ولبنان، ولكن قول الحقيقة واجب التحدث عنه بكل حيادية، فاتحاد اللعبة لا يتحمل المسؤولية كاملة لأن المستوى الفني غير المرضي للاعبينا، وخاصة بالفئات العمرية تتحمله الأندية ومدربوها بالدرجة الأولى لكون معسكرات المنتخب لا ترفع مستوى اللاعب أكثر من 10% فقط مهما طالت فترة المعسكر ، لذلك المسؤولية تقع على عاتق مدربي الفرق، فإن كانت تدريبات المدربين بأفضل صورة فسوف تخرج لاعبين على مستوى عال وتصقل المواهب بشكل كبير، ورياضتتا غنية بالمواهب ولكن لا نجد الصقل المناسب لها، وهنا أين تقع مسؤولية اتحاد اللعبة ؟
مسؤولية الاتحاد تكون مراقبة المدربين في الأندية من خلال لجنة المدربين ودعمهم في الدورات وورشات العمل لهم لرفع مستواهم التدريبي، ولكن في هذه النقطة توجد مسألة مهمة فغي بعض الأحيان يقيم اتحاد كرة السلة ورشات للمدربين ولكنهم لا يلتزمون بها.
وهنا لماذا لا يقوم الاتحاد بعمل دورات خاصة بالفئات العمرية ويصدر قراراً بحق المدرب الذي لا يقوم بحضور الدورة بعدم السماح له بقيادة الفريق بالدوري، وتكون هذه الدورة بشكل سنوي في فترات التوقف الطبيعية، وبذلك نضمن بنسبة كبيرة رفع مستوى مدربي الفئات العمرية بشكل دائم وضمان عدم وجود مدرب “نص كم ” يستلم تدريب هذه الفئات ، كما يجب إجبار إدارات الأندية على عدم تعيين مدربي فئات عمرية غير حاصلين على شهادات محددة صادرة عن اتحاد اللعبة ومصدق عليها لو كانت شهادته من خارج سورية، ولكن ما يحدث في سلتنا هو قيام أنديتنا بالصرف الكبير على فرق الرجال وتهمل كثيراً الفئات العمرية وتدفع الأندية رواتب كبيرة مغرية لمدربي الرجال بعكس مدربي الفئات الذين تدفع لهم رواتب ضعيفة جداً ، مع العلم أن دوري هذه الفئات أهم من دوري الرجال.
تقصير إعلامي
ما دعانا للحديث في هذا الموضوع هو كيف كانت مشاركة منتخبنا الشاب في غرب آسيا وكيف يجب أن يستعد لكأس آسيا ؟
عن ذلك تحدث ل “تشرين” المدرب الوطني ضياء قطان حيث قال: كان حدثاً مهماً استضافة سورية لبطولة غرب آسيا بكرة السلة للشباب و اللعب على أرضنا وبين جمهورنا كذلك، ويحسب لاتحاد اللعبة ورغم ذلك كان هناك تقصير بالترويج إعلامياً لها، لذلك كان الحضور الجماهيري قليلاً جداً بسبب عدم الترويج لهذه البطولة قبل أيام من انطلاقتها.
وعن المستوى الفني لمنتخبنا أوضح قطان أن مستوى المنتخب كان يتصاعد ويتحسن من مباراة لمباراة رغم أن البداية كانت سيئة وغير موفقة للمنتخب، حيث خسر مباراته الأولى أمام العراق بفارق تسع نقاط بواقع ٥٧-٦٦ ولم يظهر بمستوى جيد، كما خسر منتخبنا أمام لبنان في مباراته الثانية بفارق كبير ٢٤ نقطة بنتيجة ٧٠-٩٤ قبل أن يحقق فوزاً مهماً على المنتخب الفلسطيني بواقع ٨٧-٥٥نقطة ليحتل المركز الثالث في الترتيب، ويضرب موعداً مع العراق في الدور نصف النهائي حيث نجح منتخبنا بالفوز على العراق والتأهل لنهائيات كأس آسيا.
وأضاف قطان: بدأت هوية المنتخب بعد مباراة فلسطين وكان في انسجام أكبر واستطاع الفوز على فلسطين والتأهل للدور نصف النهائي واللعب أمام العراق الذي فاز على منتخبنا في المباراة الأولى بالدور الأول وأدى المستوى المطلوب. وباختصار كان الأداء يتصاعد من مباراة إلى أخرى رغم فترة التحضير القصيرة لمنتخبنا.
وأشار قطان إلى أن مدرب منتخبنا الإسباني خوسيه كان يجهل إمكانيات اللاعبين وقدراتهم وعقلية لاعبينا قبل أن يتعرف إلى عطائهم ومستواهم الحقيقي، وكان واضحاً بعد ذلك لمسات المدرب على أداء المنتخب وخاصة من الناحية الدفاعية والعمل الجماعي الذي نجح فيه المنتخب.
وعن نتائج المنتخب أكد قطان أن منتخبنا حقق الهدف المطلوب بالتأهل لكأس آسيا بعد إحرازه المركز الثاني في البطولة وتأهل للنهائيات لذلك تعد النتائج جيدة.
وعن طريقة الاستعداد لكأس آسيا قال: يجب أن يكون التحضير على مستوى هذا الحدث القاري الكبير والعمل على خطة إعداد جيدة للوصول بالمنتخب للجاهزية المطلوبة، لأن منتخبنا سيلعب أمام أفضل وأقوى منتخبات القارة مثل إيران وأستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وهي منتخبات كبيرة وعريقة وجاهزة فنياً وبدنياً وسبق لكل منها أن توج باللقب أكثر من مرة.
وطالب قطان بتقديم الدعم الحقيقي للمنتخب على كل الصعد لكي يستطيع منتخبنا مقارعة المنتخبات الكبيرة و يظهر بحالة جيدة ولائقة وإعطاء صورة مشرفة ومشرقة عن السلة السورية بهذه الفئة العمرية خاصة بعد أن أصبح لدى مدربنا فكرة جيدة عن لاعبينا وهناك الوقت الكافي ليضع بصماته ولمساته على أداء المنتخب، إضافة لذلك عودة بعض اللاعبين إلى صفوف منتخبنا الذين اعتذروا عنه سابقاً بسبب الامتحانات الثانوية سيكون لها الأثر الإيجابي على مستوى الفريق وخاصة مع وجود لاعبين متميزين ومؤثرين سيعطون إضافة كبيرة للمنتخب في كأس آسيا ومنهم اللاعب لوريس وزميله عمر مكناس من نادي أهلي حلب وهو على مستوى عال جداً ويلعب تحت السلة وطويل القامة ٢٠٦ سم.