يرصد حياة عائلة من الواقع فيلم ” بيت العرائس” عوالم من الدهشة والإبهار 

ميسون شباني 

تبدأ اللقطة من الجو؛ مكان مليء بالمنازل العشوائية التي غلب عليها اللون الرمادي، ومجرد أن يفتح باب أحد المنازل القابعة في منطقة (المزة 86) حتى يفاجئنا المنظر بدهشة وغرائبية لا توحي بوجود مكان كهذا بين صفوف الإسمنت الرمادية.. يمكن وصفه كعالم (ديزني) المليء بالفرح والحياة والدمى، الألوان مبهرة، تنثر الفرح في النفس.. بيت من الخيال ربما لا مكان له في الواقع ولكنه حقيقي، تجول العين سريعاً في أرجاء المكان المملوء بالدمى، من يدري ربما لكل دمية حكاية، وخلف باب هذا المنزل تقبع العديد من الحكايات..

هذا الجمال عنون بـ” بيت العرائس” فيلم تسجيلي توثيقي تبنت إنتاجه أكاديمية (شيراز للفنون)، التقطت تفاصيله بعناية المخرجة غفران ديروان عبر رحلة قاربت ثلاثين دقيقة حملتنا فيها عين كاميرا لمكان يحمل من الدهشة والإبهار البصري الممزوج بجرعة من الإنسانية الواقعية التي تؤكد قوة الأمل وحب الحياة رغم كل الألم..

بداية الحكاية

تقول غفران مخرجة الفيلم في تجربتها الثالثة في مجال الأفلام التوثيقية: إن فكرته ولدت بمحض المصادفة خلال زيارة للسيدة (باسمة سلمون) صاحبة المنزل، والتي تدّرس اللغة الإيطالية في أحد معاهد دمشق -اعتكفت في المنزل مؤخراً لظروف صحية معينة– لكن المفاجأة كانت بشكل المنزل وترتيب ألوانه، لذا تمّ الاتفاق معها على توثيق المنزل وتفاصيله بشكل فيلم تسجيلي، والغوص بتفاصيله وأسباب الاعتماد على الألوان الفرحة والقوية، والعرائس كانت اللمعة الأولى للحكاية، وتؤكد ديروان أن الفيلم قصة حقيقية لأحد البيوت المتربعة في عرش المناطق العشوائية والتي تجعلنا نؤمن حقيقة بأهمية الإنسان وقدرته على حياكة قصته بغض النظر عن مكان سكنه..

عالم من الألوان

تضيف المخرجة غفران: الألوان القوية سببها أن (باسمة) تحب الفرح والورود والألوان التي تضّج بالحياة، وهو ما عكسته من خلال اللونية وطريقة توزيعها في أرجاء المنزل، فكانت الفكرة الدخول إلى بيت ملون في مكان يعج بالألوان الرمادية، ما منح الفيلم زخماً بجماليته بطريقة ترتيب العرائس وتوزعها بين غرف المنزل، وتستكمل المخرجة غفران: إنه نتيجة حب باسمة لتجميع الدمى والألعاب فهي تحمل جانباً طفولياً في روحها وتعيشه مع طفلتها بكل تفاصيله وتشاركها فيه وهو جانب لا تخفيه، بل سعت إلى تعزيزه والاشتغال عليه، فهي تتعامل مع الدمى كأشخاص حقيقيين، ولم تظهر خلال الفيلم أنها تعاني من أي مرض، بل على العكس روحها مليئة بالسعادة وتنثر الفرح أينما حلّت، وأعتقد أن الحكاية الخارجية للمنزل لا تعكس خفاياه من الألم والمعاناة، بل الأمل وحبّ التعلق بالحياة وعيش تفاصيلها، وهو ما أرادت باسمة قوله، ولا ننكر دور طفلتها الصغيرة في منح الأمل لها من خلال مساعدتها، وهذا جزء من الحكاية التي يرتكز عليها الفيلم- الأمل..

موسيقا بروح الشرق

الموسيقا التصويرية كانت (بيلا تشاو) وهي موسيقا إيطالية، وعن سبب اختيارها تقول ديروان: كان مناداة أهل المنزل لابنتهم بـ(باريا بيلا) وتشرح الطفلة خلال الفيلم السبب في ذلك، ويزيد من ذلك غناء الطفلة للأغنية الإيطالية (بيلا تشاو) بإتقان والسبب اهتمام والدتها بها وبتعليمها الإيطالية لذا اتجهنا مع الموسيقي وسيم جلول لاختيارها ومزجناها بروح الموسيقا الشرقية كي تظهر بهذا الشكل..

أمل رغم الألم

أردنا القول إن باسمة امرأة عادية وعفوية، لها آلامها رغم كل العرائس، ووجعها الأكبر كان أنها لن تستطيع رؤية ابنتها عروساً، وجع بلغ ذروته حين ضعفت وبكت في حالة صفاء مع روحها، وفي لقطة أخيرة فهمت الطفلة حقيقة مرض أمها لذا تفاجئها بفستان عرس حاكته من الحب والأمل على أمل النجاة..

وحاولنا عبر مشاهد الفيلم اعتماد بعض اللقطات السينمائية عن الحرب والقذائف، وتحركت عين الكاميرا نحو الناس الحقيقيين في المناطق العشوائية، وذلك لإظهار المعاناة الحقيقية للناس نتيجة الظرف الاقتصادي الصعب الذي يعيشونه..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟