“الإنترنت” تؤمن مئات آلاف فرص العمل
باسم المحمد :
بات العمل عبر الإنترنت أحد أبرز اهتمامات الشباب السوري للتعويض عن النقص في فرص العمل المباشر أو لتحقيق دخل يلبي الاحتياجات المعيشية، فلم تعد وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للتسلية أو إضاعة الوقت وإنما باتت مصدرا للدخل لمئات آلاف الشباب حسب تقدير خبير العمل عبر الإنترنت محمد حبش الذي يقدم الكثير من التوجيهات والنصائح لآلاف من متابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبين حبش في تصريح ل”تشرين” وجود نوعين من التوجهات إذا أردت العمل عبر الإنترنت، التوجه الأول لا ينصح به وهو نوع من المهام التحايلية التي يمكن الحصول بنتيجتها على بعض المال مؤقتاً، لكنه لن يعطي خبرة حقيقية ومهنة تستمر في السنوات القادمة، أما التوجه الثاني وهو الأفضل فيتمثل بإتقان مهارة معينة والعمل بها عبر الإنترنت لشركات وأفراد من دول أخرى.
المصداقية
وأضاف حبش: من المحتمل أن يواجه العاملون عن بعد بعض حالات النصب والاحتيال، بالرغم من قلتها، إلا أنها موجودة، وهناك العديد من الأدوات والتقنيات التي يمكنك تطبيقها لتجنب الاحتيال، و بشكل عام العمل عبر الإنترنت له طابع من المصداقية، فالشركات والأشخاص لا يملكون رفاهية الوقت ليدخلوا إلى الشبكة وإضاعة وقتهم وجهدهم من أجل النصب والاحتيال.
فبعد مرور السنوات وازدياد أعداد مستخدمي الإنترنت الذين يعملون عن بعد، زادت المصداقية وأصبح هناك الكثير ممن يعملون حصراً عن طريق الإنترنت ولا يريدون أي عمل تقليدي على أرض الواقع.
دخل متفاوت
وعن الدخول الممكن تحقيقها من عمل كهذا قال حبش: يختلف الدخل الشهري المتوقع تحقيقه من العمل عبر الإنترنت بشكل كبير من شخص إلى آخر استناداً للعديد من العوامل مثل طبيعة المهارة والعمل الذي يقوم به، فالدخل المتولد من التصميم يختلف عن البرمجة وكذلك عن الترجمة وهكذا، كما يختلف الدخل حسب طبيعة العميل ،و البلد الذي يتم العمل معه، والمهام الإضافية المطلوبة وغيرها الكثير، مشيراً إلى عدم وجود تقديرات أو إحصائيات رسمية عربية ولا سورية عن عدد العاملين عبر الإنترنت، لكن من المؤكد أن هذا العدد ازداد بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ومن المتوقع أن مئات الآلاف على الأقل من الشباب السوري يعملون عبر الإنترنت، وهذا عاد عليهم بالكثير من المنافع مثل ارتفاع مستوى الدخل وتحسن مستوى المعيشة بشكل كبير، وتوظيف أفضل للمهارات والكفاءات، وتطوير مهاراتهم نتيجة الوصول إلى معارف أوسع عبر الإنترنت، وبالتالي عندما ينفق هؤلاء الشباب دخلهم في الاقتصاد السوري يساهمون في تحريك عجلة الإنتاج.
وأكد حبش أن المجال اليوم متاح أمام الجميع في ظل انتشار البطالة وشحّ فرص العمل التقليدية، للتوجه للعمل عبر الإنترنت، وكل ما نحتاجه هو اتصال بالإنترنت وجهاز كمبيوتر ومهارة نتقنها.
رُبَّ ضارةٍ
من جهته بين الخبير الإداري الدكتور إياس الحمدان أن الكثير من الدول والشركات بعد انتشار جائحة كورونا في العامين ٢٠٢٠- ٢٠٢١ لجأت إلى تأدية المهام التقليدية التي كانت تحتاج إلى تواصل مباشر عبر الإنترنت وهذا ما أثبت جدارة، لذلك استمر هذا النهج بعد انخفاض المخاوف من الجائحة، إذ أثبتت الإنترنت في تأدية بعض المهام فاعلية أكبر من الطرق التقليدية من ناحية توفير التكاليف والجهود والوقت وعدم الحاجة إلى الاحتكاك المباشر مع العميل أو المدير وإمكانية إنجازها في أي وقت طالما توفر الإنترنت وجهاز الاتصال، واليوم تتم الأغلبية العظمى من اجتماعات الشركات والجامعات عبر الإنترنت عالميا ليس بسبب كورونا فقط وإنما لتوفير التكاليف والوقت، وهنا يمكن قول المثل: رب ضارة نافعة.
وأوضح الحمدان أن أكثر الأعمال رواجا عبر الإنترنت حاليا هو التسويق وفقا لمبدأ العمولة، فأي شركة تريد تسويق منتجاتها أصبحت تحتاج إلى أشخاص لديهم وقت فراغ ويرغبون في تحقيق دخل إضافي من منازلهم ولديهم بعض مهارات الإنترنت والتواصل واللغة، حيث أصبح التسويق غير مرتبط بمكان، إذ يمكن الترويج لأي منتج أو خدمة مقدمة في دولة معينة من أي مكان في العالم.