سلتنا المريضة
تلقى جمهورنا الرياضي صدمة جديدة بعد أن ودع منتخبنا الوطني بكرة السلة للرجال بطولة كأس آسيا بتعرضه لثلاث خسارات، وبفوارق رقمية كبيرة، وهذا يعني أن كرة السلة السورية بعيدة كل البعد عن المستوى الآسيوي الحقيقي، فهل بعد هذا الفشل الذريع نقول سلتنا بخير؟ فهي بحاجة لإعادة النظر.
وهنا عندما تحدث مشكلة يتم البحث عن حلٍّ لها، ولكن عندما تقع عدة مشاكل في آن واحد فنحن أمام كارثة ومعها لا نستطيع تحديد السبب ولا حتى التفكير بالحل.
ما حدث لمنتخبنا نستطيع وصفه بأنه كارثة تاريخية أعادتنا لوضعنا الطبيعي بعيداً عن الإعلام والذين أوهمونا أننا نمتلك كرة سلة وأن هناك أشخاصاً يعملون لصالح اللعبة وهم أول من أضرّوا واقع كرة السلة وأبعدوه عن المصلحة العامة وذهبوا به للمصلحة الشخصية كحال مدربينا ولاعبينا لأننا من نفس العقلية. واليوم بطولة آسيا أعادتنا إلى قفصنا الصغير فنحن لا نمتلك حتى مقومات الاحتكاك الخارجي رياضياً وفنياً وتكتيكياً وإدارياً ولا حتى أخلاقياً أي من خلال الصرامة بالتعامل عندما نريد أن نعمل حقيقة يجب أن نفكر بجوهر الرياضة الروح التنافسية والتدريب والتجريب والفشل والتعلم من الأخطاء وعدم التكبر على أي طرف وتقبل النقد من ناحية التطوير وعدم تهميش أي طرف بل دعم المميز والسؤال المطروح هنا هل لدينا هذه العقلية؟
وعندما نريد أن نعمل رياضة يجب احترامها والجمهور والمكان الذي يعد عند الكثير من الشعوب مقدساً ومكاناً يجعلها تفتخر ببلدها، وإذ يجب أن نخطط ونعمل بصمت من دون بروباغندا إعلامية و نعمل في الظل ونصبر وبعدها نخرج ونقطف ثمار التعب والجهد، وكذلك العمل داخلياً بأسس ونظم رياضية بحتة من حيث الفكر الجديد والتشاركية بالأدوار والانفتاح على الخارج وتبادل الخبرات وزيادة الاحتكاك والعمل على الخامات الوطنية أولاً من مدربين ولاعبين وفنيين وزيادة الكوادر لأن الرياضة في تطور مستمر.
علينا أن نخجل فقد أصبحت فكرة الحرب والخروج منها حجة من الماضي لأن من يريد العمل الصحيح تظهر لمساته ولو بشكل ضعيف، لكن الفرق أننا لا نريد العمل الرياضي ,الكلام كثير والكارثة أكبر لكن الأهم تغيير عقلية نسف الغير وحسب المثل (أعطوا الخباز خبزه ولو أكل نصفه) ودعوا الجميع وأفسحوا المجال للانتقاد لكي نتعلم ونستفيد.