ميادة الحناوي .. مهما يحاولوا يطفوا الشمس
حنان علي
” لو قلت مش ح تصدقوني هي أحلى ذكريات هي كل الذكريات، هي عمر العمر كله يلي جاي ويلي فات”، الحنجرةٌ العذبةٌ للحسناء الفتّية صاحبة الشعر الأحمر الصادحة بـ ” لسه فاكر ” و ” دارت الأيام “، سلبتْ لبّ الموسيقار محمد عبد الوهاب في إحدى سهراته بمصيف بلودان أواخر السبعينات، ليسارع بدعوة صاحبتها إلى مصر حيث أهلتّ بخيوط شمسها الأولى، مترنمة بألحان مضيفها ومن بعده كبار الملحنين أمثال محمد الموجي ومحمد سلطان وحلمي بكر وعمار الشريعى . ليبادر الموسيقار بليغ حمدي بمنحها أروع ألحانه و كلماته معلناً سطوعها الوهاج. لتمسي ميادة الحناوي مطربة الجيل و درة الزمن الجميل في أنحاء العالم العربي والعالم.
جدلُ الأغنية الأولى
قصة قديمة لا يعرفها الكثير من الجمهور تخص أغنية في( يوم وليلة) الشهيرة التي أدتها الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية محققة نجاحاً مبهراً وخلوداً بين العشاق. في (يوم وليلة) كتبت في الأساس كي تغنيها النجمة السورية ميادة الحناوي، على يد الملحن الموسيقار محمد عبد الوهاب، لتتابع فنانتنا على مدار عام ونيف بروفات التدريب بإشراف عبد الوهاب الدائم. إلا أن ظروفاً خاصة بأسرة الحناوي اضطرتها للعودة إلى سورية بأمل الرجوع بعد عام لتقديم الأغنية في حفل بمصر، لكن تأخرها المرفق بتعاونها مع الملحن الكبير محمد الموجي مطلقة أولى أغانيها من سورية، أغضبا الموسيقار محمد عبد الوهاب فسحب الأغنية منها لتذهب للفنانة وردة الجزائرية التي غنتها في حفل مميز عام 1978 .
الانطلاقة الكبرى
“حبيبي كان هنا مالي الدنيا عليا في الحب والهنا .. يامن ملك روحي بهواه، الأمر لك طول الحياة” . صوت وإحساس ميادة الحناوي مع الكلمات الدافئة للموسيقار بليغ حمدي و ألحانه الشجية صاغوا أروع الأغاني الطربية مطلقين جناحي الحناوي في عالم الشهرة: “أنا بعشقك” – “الحب إلى كان” – “أنا اعمل إيه” – “سيدي أنا” ” مش عوايدك” فاتت سنة”، أغانٍ حفظتها الأجيال عبر الزمان و المكان في أنحاء العالم العربي وأميركا وأوروبا حتى قيل عن نجاحها على لسان الكاتب الكبير محمد بديع سربية: “ميادة حققت في ثلاث سنوات ما حققته وردة الجزائرية في ثلاثين عاما”. فيما عبر الموسيقار السنباطي عن الزهوّ بالتعاون معها بالقول: “يسعدني كما بدأت حياتي مع أم كلثوم أن أنهيها مع ميادة الحناوي” ثم أعطاها لحن قصيدته “أشواق” ملحناً لها رائعته “ساعة زمن”.
لم تكتف ميادة الحناوى بالتعاون مع عمالقة الموسيقى فحسب، بل تعاونت مع شعراء وملحني الجيل الجديد ومنهم الموسيقار سامي الحفناوي في ألبوم “غيرت حياتي”، ومع صلاح الشرنوبي بأغنيتي :”أنا مخلصالك”، و”مهما يحاولوا يطفو الشمس”.
سيبولي قلبي وارحلوا
اختيارها العيش في هدوء بعيداً عن الأضواء، كان سبباً في ترويج شائعات تنقلت ما بين الوفاة والزهايمر. لكن مطربة الأجيال ردت عبر مداخلة هاتفية مع إحدى المحطات الفضائية، موضحة :”هذا أذى، وأقول لمروجي الشائعات اتقوا الله ، فحياتي التي قضيتها خلال الفترة الأخيرة مترعة بالحزن”. وأضافت الحناوي أن كل ما يُقال شائعات سخيفة ومغرضة : “الحمد لله ربنا منحني الصحة والستر وأتمنى من الناس حبهم لبعض البعض”. لتنهال تعليقات المعجبين دعماً لفنانة قلوبهم متمنين لها طول العمر ودوام الصحة :” من شدة محبتك ياست ميادة سميت بنتي ميادة على اسمك، أنا أتابع معك من العراق”، “ملكة الغناء العربي صوت وصورة، روح قلبي ومطربتي المفضلة”. ليخاطبها صوت تونسي بالقول :” أنتِ أحلى ذكريات أنتِ كل الذكريات”. “بعدها بالغناء ما في حدا” وفق رأي معجبة سورية يتبعه مديح مصري: ” كل أغانيها ماحدش يقدر يغنيها بنفس روحها” . و نختتم مع إطراء من لبنان “إنها السهل الممتنع وآخر عمالقة الفن “.