المقداد في حفل تكريم السفراء السابقين: الدبلوماسية السورية نجحت في الدفاع عن القضايا العادلة لسورية والأمة العربية
أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن الدبلوماسية السورية نجحت عبر عقود من الزمن في ترسيخ مكانتها كمؤسسة مستمرة لا تتردد في الدفاع عن القضايا العادلة لسورية والأمة العربية وشعوب العالم الحرة وكانت ومازالت حاضرة على الخارطة الدولية مشيراً إلى أن المحاولات المستميتة لأعداء سورية لم تنجح في إقصاء هذه الدبلوماسية أو إغلاق الأبواب أمامها سواء عربياً أو إقليمياً أو دولياً.
وأوضح المقداد في كلمة خلال حفل تكريم سفراء سورية السابقين الذي أقامه المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين أن الدبلوماسيين السوريين السابقين والحاليين كانوا ومازالوا مؤمنين ومدافعين عن الخطوط الراسخة والمشرفة للسياسة الخارجية المبدئية لسورية القائمة على الدفاع عن وحدة أراضيها وهويتها واستقلالها وسيادة قرارها الوطني.
وشدد الوزير المقداد على أن الدبلوماسيين السوريين مستمرون بالسعي إلى تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بمد جسور الصداقة والتعاون والتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء ممن يشاطرون سورية احترام وصون مبادئ الحرية والاستقلال والسلام وحق الشعوب في تقرير مصيرها ويواصلون جهودهم في مجال رعاية الجاليات الاغترابية السورية في مختلف أنحاء العالم والعمل على تعزيز تواصل السوريين وشعورهم الأصيل بالانتماء لوطنهم الأم سورية.
ولفت الوزير المقداد إلى التحديات المهمة والخطيرة التي عاصرها الدبلوماسيون السابقون عبر العقود الماضية والظروف الاستثنائية التي صقلت تجاربهم وخبرتهم وعززت من مكانة هذه المؤسسة الدبلوماسية العريقة وأثبتت أن الدبلوماسيين السوريين رفيعون بأخلاقهم وخبرتهم وثباتهم وإصرارهم على نصرة الحق والدفاع عن المبادئ السامية في العلاقات الدولية والدفاع عن قضاياهم المصيرية وفي مقدمتها الاستقلال الوطني وتحرير الأراضي العربية والسورية المحتلة والتصدي للإرهاب وداعميه ومموليه وصون حق الشعب السوري في الأمن والرفاه والاستقرار والتنمية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وتحدث الوزير المقداد عن تحديات السنوات الأخيرة وفي مقدمتها الحصار الاقتصادي والحرب الإرهابية على سورية والتي كانت قائمة على رهان خاسر وقصير النظر من البعض في الغرب والمنطقة بأن سورية مثلها مثل آخرين ستهتز وتنكفئ على ذاتها وتستسلم وتغير هويتها وانتماءها ومبادئها وقراراتها تحت ضغط الإرهاب والعدوان والحصار السياسي والاقتصادي.
وخاطب الوزير المقداد الدبلوماسيين الشباب الذين اختاروا هذه المهنة المشرفة بالقول إن “سر نجاح الدبلوماسية السورية عبر العقود الأخيرة كان وسيبقى مرتبطاً بمبدئية ونزاهة السياسة الخارجية السورية ووضوح الرؤية لدى قيادة هذا البلد والواقعية والمرونة والإيمان بأنه يستحق منا أن نكون أكفاء ونزيهين وأصحاب حق وشرف وكرامة”.
ودعا الوزير المقداد الدبلوماسيين إلى تعزيز تجاربهم وخبراتهم وأن يتذكروا على الدوام أن في سورية قيادة سياسية مؤمنة ذات رؤية نافذة تعاملت بنجاح مع مختلف التحديات ومازالت تعمل بذات الحكمة والصبر على تجاوز العديد من التحديات الوطنية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها الآثار السلبية للإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على سورية واستعادة الأمان والاستقرار والعمل على تحرير الأراضي السورية المحتلة من تركيا أو الولايات المتحدة أو”إسرائيل” أو التنظيمات الإرهابية وتأمين العودة الآمنة والطوعية لجميع السوريين المهجرين ومواجهة خطر “إسرائيل” وعدوانها واحتلالها للأراضي العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان مؤكداً أن هذه القضية حاضرة دوما على رأس أولويات صانع السياسة الخارجية السورية بالتوازي مع سعي الخارجية إلى تنفيذ توجيهات القيادة بالعمل على إعادة الزخم للعلاقات العربية العربية وإصلاحها لإعادة الألق للأمة العربية.
وفي الختام أشار المقداد إلى أن حفل التكريم هذا سيصبح عادة مؤسساتية راسخة ومستمرة تعكس إيمان الوزارة بأحقية كل من تفانى في خدمة بلده بأن يحظى بالتكريم وأن يبقى حاضراً في الذاكرة الحية للدبلوماسية السورية مشدداً على أن الدبلوماسيين سيبقون جزءا من جيش كبير صمد وسيصمد مهما كانت التحديات بفضل حكمة القيادة وتماسك المؤسسات الوطنية العريقة وفي مقدمتها القوات المسلحة الباسلة التي وقفت وتقف ضد المحتل والمعتدي والإرهابي وداعميه.
من جانبه أكد مدير المعهد الدبلوماسي الدكتور عماد مصطفى أن الدبلوماسيين السوريين السابقين هم نخبة لامعة كان لهم شرف تمثيل سورية في مختلف دول العالم ورفعوا شعلة الحضارة والثقافة ودافعوا عن كرامة الأمة فرفعت سورية رأسها عالياً بهم.
السفير والدبلوماسي السابق علي المدني أشار بالنيابة عن الدبلوماسيين السابقين إلى أن هذه المبادرة من المعهد الدبلوماسي أتاحت الفرصة لتكريم السفراء الذين خدموا وطنهم بكل شرف وإخلاص وقال إن علينا ألا نغفل أهمية حب الدبلوماسي لعمله وهي مهمة لا تنتهي بانتهاء ساعات العمل في المكتب بينما أكد السفير والدبلوماسي السابق سليمان حداد أهمية مبادرة تكريم السفراء لأنها تحمل في طياتها الوفاء والمحبة.
حضر الحفل الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام وأعضاء القيادة المركزية في حزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور مهدي دخل الله والدكتور محسن بلال وهدى الحمصي ووزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق ونائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور بشار الجعفري ومعاون وزير الخارجية الدكتور أيمن سوسان وعدد كبير من الدبلوماسيين والسفراء السابقين والحاليين.