متحف مع وقف العرض
يكتسب متحف درعا الوطني أهمية بالغة لكونه يعد واجهة حضارية ومنصة ثقافية وأحد الموارد الاقتصادية، لكن المشكلة في بقاء العرض المتحفي معلقاً فيه منذ سنوات الحرب الأولى.
إن المتحف يضم مجموعة من القاعات كانت تستخدم لعرض المقتنيات الأثرية حسب التسلسل الزمني للعصور التاريخية، ولاسيما من عصور ما قبل التاريخ وحتى الفترات الإسلامية، وقد لاقى منذ افتتاحه في منتصف عام 2006 إقبالاً لافتاً من الزوار والمهتمين والباحثين حتى توقف العرض المتحفي فيه منذ حوالي 10 سنوات، وجرى نقل أغلب موجوداته إلى المتحف الوطني بدمشق وجرى حفظها بطريقة فنية حتى يحين موعد إعادتها.
ولكن الذي يحول دون إعادة تفعيل العرض المتحفي حتى الآن بالرغم من تحسن الظروف، هو تعرض المتحف لأضرار متفاوتة خلال السنوات الفائتة، حيث كان على خط تماس مباشر مع المناطق الساخنة في مدينة درعا، وهو حالياً بحاجة لإعادة ترميم وتأهيل ليصبح مناسباً لإعادة العرض المتحفي فيه من جديد وإعادة الألق إليه كصرح حضاري وثقافي كبير وقبلة للدارسين والباحثين والمهتمين والزوار من الداخل والخارج.
وللعلم تم منذ حوالي عامين إعداد دراسة للترميم الجزئي على باب إعادة الإعمار، وبالرغم من إعلان المناقصة عدة مرات من دائرة آثار درعا إلا أنه لم يتقدم أي عارض للمشروع، ما حال دون التنفيذ والإبقاء على المتحف خارج الخدمة إلى الآن، ومع تبدلات الأسعار المتصاعدة بشكل متلاحق أصبحت قيم الترميم والتأهيل كبيرة، ولهذا تم مؤخراً إعداد كشوف تقديرية جديدة للأعمال المطلوبة وهي جاهزة الآن حسب الأسعار الحالية.
المأمول حالياً هو لحظ إعادة ترميم وتأهيل متحف درعا الوطني كأولوية والعمل على رصد ما يلزم من اعتمادات لتنفيذ الأعمال المطلوبة، ما يفضي إلى وضعه في الاستثمار من جديد وبأسرع ما يمكن، علماً أنه إضافة لكونه يعرض مقتنيات أثرية توثق لتاريخنا الحضاري العريق فإنه يحقق ريعية اقتصادية لقاء زيارات المجموعات السياحية وخاصة من الخارج التي باتت تتزايد مؤخراً وتتردد على مناطق أثرية مختلفة في محافظة درعا مثل قلعة بصرى ومدرجها الروماني، ولو أن المتحف الوطني حاضر بعرضه المتحفي لكان إحدى أهم وجهات تلك المجموعات.