مشاريع طلابية ريادية وتمويلها بين 5 ملايين والمليار ليرة
أيمن فلحوط
21 مشروعاً قدمها 33 رائداً في ملتقى الاستثمار الأول الريادي، و20 مشروعاً منها تم الاتفاق الأولي لدعمها واحتضانها، لتصل إلى مرحلة التمويل، وهناك مراحل متعاقبة حتى يتمكن البنك أو مؤسسة التمويل أو قطاع الأعمال من تمويل هذا المشروع أو غيره من المشاريع.
مشروع فرشاة الأسنان الذكية تقارب تكاليفه ملياراً ومئتي مليون، وقد احتضنه البنك الدولي الإسلامي، الراعي الماسي لملتقى الاستثمار الأول الريادي، وسيترجم هذا الاحتضان كما أشارت رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان بدعم ورعاية ودراسة أعمق لتحقيق المنفعة المشتركة للرواد والبنك.
ربط الجامعة بالمجتمع
وقالت لـ«تشرين» عن عمل الاتحاد في تحقيق شعار ربط الجامعة بالمجتمع:
الاتحاد الوطني لطلبة سورية ضمن الاستراتيجية الأساسية التي نادى بها تقوم على ربط الجامعة بالمجتمع، والاستفادة من البحوث التطبيقية التي تتماشى مع أولويات الدولة في جميع الاختصاصات، ونحن اليوم بأمس الحاجة للإفادة من قدرات الطلاب الغنية والمتنوعة، والتي تليق فعلاً لتكون مشاريع قادرة لدعم الاقتصاد، وقد بادر الاتحاد منذ بداية عمله في الدورة لإقامة ورش العمل، وسأكون صريحة إن تلك الورش تأخرت في تحويلها إلى سياسات واستراتيجيات قابلة للتطبيق في أغلبية القطاعات المهمة، وقد بدأنا الخطوات الأولى ونسعى لاستكمالها بالعمل لتغدو حقيقية وتشمل جميع الكليات والجامعات السورية.
أضافت رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية : هدفنا نشر ثقافة الريادة ونشر ثقافة العمل الخاصة بالتشبيك مع جمعية رواد أعمال الشباب، لتحويل أفكارهم إلى مشاريع منتجة قابلة للاستثمار.
رئيس جمعية رواد الأعمال الشباب لؤي المنجد قال لـ«تشرين»: نحن مقتنعون بأن مستقبل سورية سيكون بشبابها، ولدينا قدرات كبيرة عند جيلنا الحالي من الشباب، وعندي الثقة الكبيرة بهم قياساً بما قدموه من إبداع في الأعمال الريادية.
وبرغم الظروف المختلفة التي فرضت علينا نتيجة الحرب الكونية علينا، لكن الأمل يحدونا، مع إن بعض الشباب الذين تقدموا، وكانوا من الرواد أقولها بصراحة لا يملكون أجرة الطريق للوصول إلينا وعرض نتاجهم، فحرص اتحاد الطلبة على تأمين نقلهم، وليحصلوا على تمويل مساعد لهم من قبل المصارف ومؤسسات التمويل، ومن خلال التوقيع والمذكرات الأولية التي تم ربطها بين المصارف والشركاء مع صاحب العمل الريادي، ستكون المرحلة الأولى للاستمرارية والديمومة والضمان في المستقبل.
إبداع وحرص
في لقاءات «تشرين» مع بعض تلك المشاريع لمسنا الحماسة والإبداع والحرص على الغوص من قبل الطلبة بأعمق المشكلات التي نعانيها ، فالمهندس الزراعي أسامة فواز فرحات تحدث عن مشروعه، وهو تصميم مفاعل عضوي لمخلفات معامل السويداء، والمخلفات الطبيعية النباتية والحيوانية يعمل على تفاعلها وإعادة تدوير تلك المخلفات من العنب والتفاح والبندورة، وهو قابل لاستقبال بقية أنواع المخلفات، حيث يقوم بإنتاج الغاز الحيوي بمعدل 50 ليتراً يومياً، الذي يتكون أساساً من الميتان قابل للاستخدام المنزلي، ويعمل على تزويد الكهرباء من خلال الغاز، وخلال فترة زمنية 40 يوماً نحصل على 1500 كيلو غرام من السماد المتخمر قابل للاستخدام الزراعي يتميز باحتوائه على عناصر معدنية لا يتميز بها السماد الصناعي.
وهو يتألف من غرفة تغذية وحجرة للتخمير وغرفة لخروج السماد المتخمر.
الفكرة ولدت من الحاجة وصعوبة تأمين المادة ونقص الأسمدة الكيماوية في السوق.
الطوب العازل
طالبتا الماجستير في الهندسة الريفية بكلية الزراعة في جامعة دمشق ريم نعمان و رولا رمان قدمتا مشروع الطوب العازل العضوي الذي يعتمد على استخدام مخلفات الفطر المحاري، وبعد حصولنا على الإنتاج من الفطر كما تشير ريم و رولا قمنا ببيعه لإنجاز الطوب العازل للصوت والحرارة، وهذا المنتج أرخص من السوق، ويؤدي لخفض التكاليف عند المزارعين ويدعم الاقتصاد الوطني في نطاق البحث عن البدائل المحلية، ويؤمن منتجاً جديداً.
بداية الفكرة كما تصفها ريم و رولا انطلقت من كوننا نملك الكثير من المخلفات .. والاقتصاد لدينا يعاني، فشاهدنا عبر الإنترنت أن أستراليا والهند بدأتا بتطبيق هذه الفكرة، فقلنا لماذا لا نجربها عندنا، وتجربتنا كانت مختلفة أننا زرعنا الفطر، ومن مخلفاته عملنا الطوب، واستفدنا من المحصول الناتج في المبيع.
الاستفادة من التكنولوجيا
(لبسك من تصميمك) .. للريادية راما السالم الطالبة في السنة الخامسة بهندسة الغزل والنسيج في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق تعرف بمشروعها بأنه تطبيق مصمم لتصميم الملابس افتراضياً، ويتم تفصيلها وتصنيعها وتسليمها والسداد إلكترونياً، والقيمة المضافة للمشروع تكمن في تشجيع الصناعة الوطنية، وتأمين بديل محلي رخيص نسبياً للماركات، وحل مشكلة القياسات المحيرة، وتشغيل مشاغل فاقدات المعيل والجميع عند ارتفاع الطلب..
تضيف الريادية راما أن التطبيق الإلكتروني على الموبايل يتيح لأي مستخدم أن يلبس القطعة التي يراها مريحة وجميلة بالنسبة له، وهناك نافذة صغيرة تعلمه كيف يأخذ القياسات الخاصة به، ليشاهد بعدها التصميم الخاص به بالأبعاد الثلاثية، بعد إجراء التعديلات التي يراها الزبون مناسبة له، قبل توجه التصميم إلى الورشة المتصلة بالتطبيق ليتم التفصيل والخياطة فوراً.
وتحدثت الريادية لين حمدان عن منصة روبوتية لتعليم الأطفال الفكر البرمجي والمنطقي، وهو مشروع تعليمي يهدف لتعليم مبادئ التفكير البرمجي والمنطقي للأطفال بأعمار مبكرة من عمر 3- 12 سنة.
ويمثل التجربة الأولى للطفل في بناء الكود الخاص به لإيصال الروبوت لمكان محدد ضمن رقعته، وتالياً خلق جيل مفكر يواكب التطور العلمي بعيداً عن شاشات الأجهزة الذكية.
هناك آلية للتعامل مع الطفل مرفقة مع المشروع من خلال قصة وخريطة ودليل للمستخدم، ومع التكرار يكتسب الطفل مهارة التحليل بغية الوصول إلى الحل، وهذا الأمر يمنحه التفكير المنطقي والتحليل.
أما يوسف حمدان هندسة تقنية من جامعة طرطوس، فكان مشروعه عن الروبوت الزراعي والغاية منه كما أشار لـ«تشرين» إنجاز عمليات الرش للمواد الكيماوية داخل البيوت المحمية أو الأراضي الزراعية بشكل آلي من دون تدخل المزارع، بغية حمايته من التعرض للمواد المسببة للسرطانات، وقام بتجريبه في الأراضي الزراعية في طرطوس، وكذلك في البيوت المحمية.