التخطيط الرياضي.. العلم الغائب عن ألعابنا

حاتم شحادة

نسمع باستمرار من القائمين على رياضتنا عن أهمية التخطيط الرياضي وضرورة وضع الخطط بعيدة المدى للمنافسة على الألقاب، لكن كل ذلك يبقى غالباً في إطار التصريحات والكلام الإعلامي ولا نجد شيئاً ملموساً على أرض الواقع.
وفي البداية لابدّ ممن يقود رياضتنا أن يعي طبيعة التخطيط الرياضي وخصائصه فهو عملية متسلسلة ومترابطة من الأنشطة التي تبدأ بتحديد الأهداف مروراً بتحديد السياسات والإجراءات والمفاضلة بين البدائل والوصول الى البرامج الزمنية والميزانيات وتوفير الأوضاع المساعدة على تحقيق الأهداف وتطوير الخطط والبرامج.
محفوظ : غياب الكوادر الرياضية المتخصصة
رئيس اتحاد كرة الطائرة السابق فؤاد محفوظ أكد أن التخطيط الرياضي غائب كلياً في رياضتنا ومرد ذلك لمجموعة من العوامل من أهمها غياب الكوادر الرياضية المتخصصة والخبيرة القادرة على وضع الخطط فأغلب العاملين في إدارات الاتحادات والأندية غير حاصل حتى على شهادة “بكالوريا” فكيف لهم أن يضعوا الخطط والبرامج.
وأكد محفوظ أن التخطيط الرياضي هو علم قائم في حد ذاته وهو مجموعة برامج متكاملة تتطلب وضع معطيات على أساس البنى التحتية والإمكانات المادية، كما أنه يتطلب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
وشدد محفوظ على ضرورة الاعتماد على البرامج الجاهزة من اللجان الأولمبية والاستفادة من تجارب الدول المجاورة، وضرورة استقطاب الخبرات العربية والأجنبية لرفد الكوادر المحلية، بالإضافة لإعطاء المساحة الزمنية الكاملة للاتحادات.
السيد : عدم وجود برنامج مكتوبة
من جانبه قال أمين سر اللجنة الأولمبية السورية ورئيس اتحاد الترياتلون ناصر السيد أن المشكلة الأساسية هي عدم وجود برامج مكتوبة لدى الاتحادات، إذ إن أي خطة يجب أن تستوفي العديد من العناصر مثل الآلية وبرنامج التنفيذ والبدائل.
وأضاف: أغلب الاتحادات تضع الخطط لمدة عام على اعتبار أن الاتحادات الآسيوية والدولية تضع الخطط بشكل سنوي.
ولفت السيد إلى وجود عدد من المعوقات التي تقف حائلاً أمام وضع الخطط الرياضية وأهمها ضعف الإمكانات المادية فضلاً عن عدم توافر الاستقلالية الإدارية لأغلب اتحاداتنا.
وعدّ السيد أن أغلب كوادرنا الرياضية هي من خريجي الكليات والمعاهد الرياضية وبالتالي فهي قادرة على وضع الخطط المناسبة في حال توافر الموارد المالية.
وفي الختام تزداد أهمية التخطيط الرياضي في الوقت الحالي في سورية في ظل التراجع الواضح في مستوى أغلب الرياضات مؤخراً نتيجة الأزمة التي مرت على بلادنا، وغيابنا عن المنافسة وتأخرنا في المستوى الفني عن الدول المجاورة، لذلك فالمطلوب مراعاة هذه العوامل ووضع الخطط البعيدة المدى للعودة للمكانة الطبيعية التي تحظى بها رياضتنا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار