سوق العقارات بطرطوس نحو المجهول…!؟
رفاه نيوف
على الرغم من الارتفاع الكبير لأسعار الإسمنت ما زال الطلب كبيراً عليه في محافظة طرطوس عبر منافذ مؤسسة عمران ، وتوقع العديد من الخبراء بأن ارتفاع سعر الإسمنت سينعكس سلباً على واقع الاستثمار العقاري، حيث أكد نائب رئيس جمعية المجازين العقاريين بطرطوس غيث عمران ل ” تشرين ” بأن أصحاب رؤوس الأموال ما زالوا ينظرون إلى أن الاستثمار في سوق العقارات هو الأكثر أماناً، لذلك نرى الكتل الإسمنتية ترتفع في كل اتجاه من مدينة طرطوس وكأننا لسنا في ظروف استثنائية وصعبة، إضافة إلى توجه بعض أصحاب رؤوس الأموال إلى تبييض أموالهم في سوق العقارات وبعض ضعاف النفوس يتاجرون بالمادة في السوق السوداء، مع العلم بأن أغلب الأبنية الحديثة وبعض القديمة ونستطيع أن نقول مئات الشقق فارغة وغير مأهولة بالسكان فهي للاستثمار فقط .
وبيّن عمران بأن سوق العقارات يشهد اليوم جموداً كبيراً في حركة البيع والشراء بسبب ضعف القوة الشرائية وعدم قدرة الشباب على شراء منزل حتى في أطراف المدينة بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء وهبوط العملة إضافة إلى ضعف الرواتب مقابل الأسعار الجنونية للمتر المربع الذي تجاوز ال /4/ ملايين ليرة للمتر على العظم ببعض الأحياء وفي الأحياء الشعبية وصل السعر ل 2،5 مليون ليرة سورية ، وتوقع عمران بأن 70% من الشباب السوري سيكون غير قادر على تأمين مسكن وأن المرحلة التي نمر بها ألغت ما يسمى بالطبقة الوسطى وبتنا إما غني أو فقير ، أي غربلت الناس وبالتالي تأثير ارتفاع مواد البناء ومنها الإسمنت سوف يؤثر بالدرجة الأولى على من كانوا مصنفين من الطبقة الوسطى والتي باتت اليوم بالكاد تسد رمقها وبالتالي سوق العقارات يسير نحو المجهول .
وأشار عمران إلى أننا خلال الثمانينيات من القرن الماضي مررنا بحصار وعقوبات ولكن استطعنا أن نتجاوزها بسلام لوجود الإرادة الصادقة وهذا ما ينقصنا اليوم ، فجميع الوزارات تحاول سد العجز عن طريق رفع الأسعار وهذا يؤدي لتضخم ، من هنا لا بد من التوجه لإيجاد موارد من خلال دعم عجلة الاقتصاد بذراعيها الزراعة والصناعة .