وجهات نظر حول تراجع إنتاجنا الزراعي .. والبحوث العلمية تشترط إعادته إلى الواجهة..
اختلفت الآراء وتعددت حول أسباب تراجع إنتاجنا الزراعي العمود الفقري لاقتصادنا، فكيف التخلص من هذا التراجع الذي شغل المشتغلين فيه والحكومة في آن معاً، ونتحدث هنا عن محاصيل القمح والقطن والشوندر والزراعات الأخرى .
من وجهة نظر الفلاحين كما قال عدد منهم في محيط محافظة حماة والغاب ومصياف وريفهما: إن السبب الرئيس هو غياب المستلزمات حيناً وارتفاع أسعارها إن وجدت كالأسمدة والمبيدات وجني المحصول وغياب الطاقة والمحروقات .
في حين يرى رئيس اتحاد فلاحي حماة حافظ سالم أن السبب غياب الاهتمام الحكومي الكافي عملياً على أرض الواقع، و لعلّ ما حصل لمحصول القمح من إشكالات أربكت الفلاحين مثالٌ .
وأضاف سالم: ومع ذلك هناك مساحات جيدة وستعطي مردوداً جيداً، لكن في المقابل هناك مساحات ليست بمستوى جيد لعدة عوامل طبيعية وبشرية .
لكن من وجهة النظر العلمية البحثية يختلف الوضع، حيث قال الدكتور وسيم عدلة رئيس مركز بحوث الغاب الزراعي : نظراً لأن الحبوب تعدّ بوجه عام الركيزة الأساسية للإنتاج الزراعي، أو إنتاج الغذاء فإن التغيير في إنتاجها يعطي مؤشراً معبّراً عن حالة الغذاء بوجه عام .
لكن تراجع إنتاجنا الزراعي فله عدة أسباب، أهمها؛ المتغيرات المناخية وارتفاع أسعار التكلفة.
ويتابع الدكتور وسيم عدلة : لابدّ من نقل واستخدام تكنولوجيات ومدخلات إنتاج أفضل، فالزراعة التقليدية النمطية من دون تكنولوجية قد لا تفي باحتياجات السكان في ظل نمو سكان متسارع وارتفاع أسعار الأقماح عالمياً، و لابدّ من تحديد أهداف البحوث ودفع جهودها في توليد ونقل وإدخال التقنيات جديدة متطورة ونظم زراعية وإنتاجية أعلى وأكثر ربحية للمزارعين والعمل على حلّ مشاكلهم وتصريف إنتاجهم بأسعار تحفيزية .
أما الدكتور بسام بازرباشي معاون مدير زراعة حماة سابقاً فقد أوضح بشكل جلي وواضح حين قال: لا شك في أن استخدام التكنولوجيا أمر في غاية الأهمية بحثاً عن إنتاج عالٍ ووفير .
وتابع الدكتور بازرباشي: هنا لابدّ من استخدام معايير وأساليب جديدة للمزارعين، ثم تصريف وتسويق إنتاجهم بأسعار أكثر ريعية، متسائلاً: أين دور اتحاد الفلاحين والغرف الزراعية والسورية للتجارة من عمليات تسويق المنتج الزراعي ؟
فمثلاً العام الماضي كان كيلو الثوم بـ٣٠٠٠ ليرة، اليوم كيلو الثوم بـ٥٠٠ ليرة وبالتالي هناك خسارة كبيرة ستلحق بمزارعيه، فأين دور شركة بصل سلمية لماذا لم تتسوق الإنتاج الكبير وتجففه أسوة بمادة البصل حفاظاً وتشجيعاً للمزارعين.
وختم حديثه: صحيح أن البحوث العلمية تضع معايير مثلاً حاجة الدونم من بذار القمح ٢٠ كغ فالمزارع يزرع من ٢٥ إلى٣٠ كغ ، فمزارعنا يقدس الأرض والعمل بها لكونها مصدر حياته ورزقه، فليس له ضمان إن لحقت به الخسائر، ما يدفعه في العام التالي لإعادة المحاولة ثانية لهذا المحصول أو ذاك، والمهم إيجاد سوق تصريف حكومي وشركات تأمين .
التركيز على التكنولوجيا الحديثة مهمٌّ جداً إذا ما أردنا زيادة الإنتاج وخلق الفائض منه للتصدير، وبغير ذلك ستبقى زراعتنا تراوح في مكانها بل ستتراجع ومحصول القمح خلال السنوات الخمس الماضية مثالٌ.