أين أنتم من الإنسانيّة ؟
منعت ميليشيا «ق*س*د» المرتبطة بالمحتل الأمريكي دخول المواد الغذائية والطحين والمحروقات إلى مركز مدينة الحسكة، ما أدى إلى نقص في المواد الغذائية وارتفاع أسعار ما تبقى منها بشكل كبير ما شكل ضغطاً إضافياً على المواطنين لناحية تأمين الحاجات المعيشية اليومية.
في خضم الأحداث الدولية، مرَّ الخبر عادياً لا دعوات غربية – أمريكية حول حماية أبسط “حقوق الإنسان” في تأمين لقمة العيش، ولا دعوات لمحاسبة المتسببين بمأساة إنسانيّة ليست الأولى من نوعها، كما غيرها من المآسي التي سببتها الولايات الأمريكية في سورية وخاصة عبر أذرعها على الأرض، ولا دعوات أيضاً لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي!.
بينما في مكان آخر قامت الدنيا ولم تقعد لحماية «حقوق الإنسان» و«الديمقراطية» وسواها من المصطلحات التي بات من المضحك سماعها، وفُبركت مسرحيات واهية لإثبات أحداث لم تحدث، مع دعوات طارئة لعقد جلسة في مجلس الأمن لبحث الوضع!.
في الحالة الأولى، أي في سورية، لا داعي لأي دعوات لأنه إجرام موصوف وبرعاية أمريكية، كجزء من مرحلة التضييق على المواطنين في لقمة عيشهم واستنزافهم حتى الرّمق الأخير، ولا شك أن للمقاومة الشّعبيّة المتصاعدة في منطقة الجزيرة السورية ضد المحتل الأمريكي ومرتزقته صلة بذلك، إذ يزعج أمريكا أن يُرفع الصوت بوجهها.
في الحالة الثانية، أي بما يخص الأزمة الأوكرانية، القصة تكمن فقط لأن روسيا «تعدّت» على الهيمنة الأمريكية، فتصبح “حقوق الإنسان” والبحث عنها أداة الضرورة للمناكفات السياسية، بينما تُنسى مواضيع التحريض السياسي ومسببات الحروب والأزمات، ويتم التجاهل عمداً للأيادي الأمريكية الآثمة التي تقف وراء كل دمار وحرب ومعاناة إنسانيّة ومجاعات.
الغرب وأمريكا يتاجران بهموم الشعوب ولقمة عيشهم في سبيل خدمة ماكينات حروب لا تنتهي والتي توفر عوامل التسلّط والتفرّد، وليس جديداً أن للإنسانيّة مكاييل في القاموس الغربي – الأمريكي إذا أردنا البحث عنها، وإن وجدت فهي محصورة بهم، بشعوبهم وقضاياهم.
الدفاع الحقيقي عن الإنسانيّة هو وقف الحروب في سورية واليمن والعراق وليبيا وغيرها، ولكن لا أذن تسمع!.