وزير الزراعة: لدينا ٢٢ صنفاً من القمح ونركز على الغذاء كعامل استقرار للدول

افتتح المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” اليوم دورتين تدريبيتين تستمران خمسة أيام حول “إنتاج وتوصيف وآليات اعتماد محاصيل الحبوب” و “تقدير صور العناصر المعدنية في التربة والمياه”، بمشاركة سبعة وثلاثين متدرباً من فلسطين والأردن وليبيا وتونس والعراق وموريتانيا، وجامعة دمشق ووزارة الزراعة.
وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا أكد أهمية التركيز على محصول القمح في هذه المرحلة لأن الغذاء أصبح عاملاً محدداً في استقرار الدول، وهناك تنافس كبير على هذا المحصول، مشدداً على أهمية التكامل العربي في مجال إنتاج القمح والاهتمام بتحسين الإنتاج والإنتاجية، منوهاً بدور “أكساد” من خلال الدراسات التي يقدمها في هذا المجال والتعاون بينه وبين البحوث العلمية الزراعية لاستنباط الأصناف وتنظيم الدورات والممارسات الزراعية التي يمكن من خلالها تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة من القمح.
وأشار الوزير إلى أن القمح جزء رئيس في الدورة الزراعية في سورية، والاهتمام به ضرورة للحصول على أعلى إنتاجية ممكنة في وحدة المساحة، لافتاً إلى أن في سورية 22 صنفاً تم اعتمادها, لها خريطة أصناف, موزعة حسب مناطق استقرار الزراعات المروية والبعل، وهناك اهتمام كبير من الحكومة لدعم هذا المحصول سواء في تأهيل الكوادر العلمية والفنية والتشاركية مع الفلاحين لتوفير مستلزمات الإنتاج وزراعة المساحات المخططة وتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة.
من جانبه أكد مدير “أكساد”  الدكتور نصر الدين العبيد أن هذه الدورات فرصة جيدة لتبادل المعلومات بين خبراء وعلماء الحبوب والقمح العرب، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على جهود الدول العربية لتضييق الفجوة بين مستويات الإنتاج والاستهلاك المتزايدة سنة بعد أخرى، نتيجة النمو السكاني المتزايد، داعياً إلى تضافر الجهود والعمل الجاد دولاً ومنظمات وأفراداً لتطوير أعمالنا للحد من هذه الأزمات الحالية ومنعكساتها السلبية على أقطارنا العربية، حيث إننا نعيش اليوم في عالم مضطرب تتجاذبه النزاعات والحروب وتجتاحه الأوبئة والأمراض، وتعاني أنظمته الزراعية من متغيرات مناخية لم يتكيف معها بعد بالقدر الذي يحد من أضرارها على هذه الأنظمة، ما أدى إلى ارتفاع في أسعار الوقود ومختلف المستلزمات والاحتياجات الإنسانية، وأزمات حادة في الطاقة والغذاء، وخاصة في منطقتنا العربية التي عانت أكثر من غيرها، خصوصاً في السنوات العشر الأخيرة.
وأوضح الدكتور العبيد أنّ زيادة إنتاج القمح في الوطن العربي أصبحت قضية ملحة جداً بسبب ارتفاع أسعار القمح والحبوب وتكاليف النقل والتغيرات المناخية والجفاف، وتتطلب تكثيف وتطوير العمل في كل المحاور المتعلقة بإنتاجه، ولاسيما استنباط الأصناف ذات الكفاءة الإنتاجية المرتفعة والمتحملة للجفاف والحرارة العالية وزراعتها، وترشيد استخدام مياه الري وتحسين المعاملات الزراعية واستصلاح الأراضي التي تؤدي إلى التوسع بزراعته وزيادة إنتاجيته، والاهتمام بزيادة الاستثمارات وتطوير البنى التحتية، وخاصة في الدول العربية التي لديها مقدرة عالية على إنتاج القمح، مشيراً إلى أن منظمة أكساد نجحت في استنباط 83 صنفاً من القمح والشعير، تُزرع الآن على نطاقٍ واسع في الدول العربية، تتميز بغلّتها المرتفعة وتحملها للجفاف والأمراض، كما أنها تتابع جهودها في نشر تقانة الزراعة الحافظة في الدول العربية التي تعتمد على زراعة القمح من دون فلاحة الأرض، ما يُسهم في خفض تكاليف الإنتاج، بما في ذلك استهلاك الوقود والأسمدة، وتوفير كميات المياه.
وتهدف الدورتان التدريبيتان لتحسين مستوى الكفاءة العلمية النظرية والعملية للمتدربين في مجالات إنتاج القمح وتحسين خصوبة الترب الزراعية وتحديث طرق الإنتاج الزراعي في الدول العربية، والاطلاع والاستفادة من تجارب (أكساد) وما حققه من نتائج تطبيقية على مستوى الوطن العربي ومساهمته في تحقيق الأمن الغذائي والأمن المائي وصيانة البيئات الزراعية وتحسين كفاءة مكونات الإنتاج.
حضر افتتاح الدورتين الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة – الفاو مايك روبسون ، ورؤساء النقابات والمديرون العامون وممثلو المنظمات الدولية ومديرو الفعاليات الزراعية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار