هل أصبح الأمن الغذائي للشعوب هشاً إلى هذه الدرجة، ولاسيما أن الشكوى من ارتفاع الأسعار ظاهرة عالمية … ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع أسعار الغاز والنفط والخدمات على وقع ما يجري في أوكرانيا واستمرار العملية العسكرية فيها .
لابل أكثر من ذلك بات الجميع يشعر بضغوط الأزمات أكثر مما يشعر به الروس والأوكرانيون والسبب في ذلك عملية التجويع والتهديم والأزمات التي تم تصنيعها أمريكياً عبر العقود الثلاثة الماضية في أعقاب انهيار جدار برلين وتفرد أمريكا في قيادة العالم…
عندما غزت أمريكا العراق وتوافد إلى سورية أكثر من مليون عراقي عام 2003 وما بعدها وعندما اعتدت إسرائيل على لبنان عام 2006 وتوافد أكثر من 700000لبناني إضافة إلى أكثر من مليون عراقي لم يشعر المواطن السوري بأي أزمة تتعلق بتأمين الخبز والقمح ولم ترتفع أسعار الزيت والألبان والأجبان ولم نلجأ للبطاقة الذكية ولم نسكن أشقاءنا بالخيام ومن يومها أدركت أمريكا ومعها “إسرائيل “وكل أعداء الإنسانية أن عملية التهديم يجب أن تكون شاملة في هذه المنطقة وفي غيرها لتعميم الفقر والحاجة وتحويل معظم الدول التي كانت تحقق أمنها الغذائي مع فوائض يمكن استخدامها في الأزمات (ومنها سورية)إلى دول فقيرة منهوبة الموارد .
للأسف بات الجميع تحت مطرقة التأمر الأمريكي وبات الجميع منشغلاً بتأمين كفاف العيش على الصعيدين الفردي والمجتمعي وشملت المعاناة الآن حتى الدول الأوروبية نتيجة أزمة اللاجئين وأزمة الطاقة وأزمة انعدام الأمن الذي بات على كف عفريت بفعل التأمر الأمريكي الذي يريد إضعاف الآخرين بما في ذلك حلفاءه التقليديين وهذا مايلمسه الأوروبيون الآن .
إن حل الأزمات يتطلب وقفة في مواجهة المخططات الأمريكية ومعالجة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء اندلاع الحروب والأزمات مع التأكيد أن جميع الأزمات التي افتعلتها أمريكا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لاتزال عالقة حتى الآن مع إشعال أزمات جديدة لأن أمريكا تعودت على نشر الخراب الذي لا يمكن أن يتوقف إلا بمواجهتها بكل الوسائل المتاحة لأن السيل قدبلغ الزبى.