حظيت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة باهتمام بالغ بما تحمله من دلالات ومعانٍ كثيرة وكبيرة تصب في مصلحة الأمة العربية وأمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، ولاسيما في ظل المستجدات الدولية وتداعياتها على عموم المنطقة والساحة العربية على وجه التحديد.
الزيارة المفاجئة في توقيتها، حملت في طياتها مضامين ورسائل في غاية الأهمية لما لأبعادها السياسية والاقتصادية من أهداف سيكون لها انعكاسات إيجابية ليس في سياق العلاقات الثنائية بين البلدين فحسب، بل على العلاقات العربية- العربية، وآثارها المستقبلية على الأمة العربية والمنطقة برمتها بمختلف الصعد.
فعلى الصعيد المحلي، بدت آثار الزيارة واضحة على الواقع السوري، وخاصة الارتياح الكبير لدى السوريين لأهمية نتائجها في استكمال جهود التنسيق والتعاون بين البلدين بما يرقى إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين، إضافة إلى مواجهة التحديات التي نعانيها وخاصة الحصار الغربي الأحادي الجائر المفروض على سورية وأثره السلبي على الاقتصاد السوري وتالياً على مستوى معيشة السوريين، وأيضاً العمل في ظل الفرص الاستثمارية المتوافرة في سورية لتحفيز الاستثمارات المشتركة بما يساهم في النهوض بالواقع الاقتصادي والتجاري وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار.
وعلى الصعيد العربي، وفي إطار تقويض محاولات الأعداء العبث بالأمن القومي العربي، تأتي زيارة الرئيس الأسد لتعزيز الأمن القومي العربي بشتى الجوانب وفق ما تنشده الشعوب العربية، وتمهد الزيارة لتدشين مسارات عربية – سورية أخرى مع الأشقاء العرب لزيارات مماثلة في القريب العاجل تصب في مصلحة العرب عموماً عبر تنسيق المواقف العربية والتعاون المشترك وتأسيس نهج حل الأزمات بالطرق السلمية وتطوير العلاقات العربية- العربية وتعزيزها بما يحصن الأمة العربية ويحقق المصلحة القومية للعرب وأمنهم المشترك في ظل التحديات التي تواجههم.
ما أحوجنا اليوم كعرب إلى التكاتف والتضامن لمواجهة التحديات، والنهوض بواقعنا المشترك إلى مستوى تطلعاتنا المستقبلية، وخاصة أن ما نملكه من قدرات وإمكانات وثروات، في حال تعاضدنا واستثمارها بالشكل الأمثل، تبوئنا مكانة عظيمة يعتدّ بها على الصعيد العالمي، فهل نصحو بعد الغفلة؟.