مخططات قديمة – جديدة
ليس جديداً القول إن الحرب الإرهابية على سورية، ، كانت وراءها الولايات المتحدة الأمريكية، إذ كانت هي المُخطّط والمُدبّر، أما التنفيذ فكان في مراحل عدّة للوكلاء المرتهنين لمشيئتها، ومن ثمّ باتت هي المُنفّذ مباشرة في مراحل أخرى، وكانت الأهداف الأمريكية ومن ورائها الإسرائيلية واضحةً وجليّةً من حيث محاولات تدمير الدولة السورية وتقسيمها وتجزئتها وضرب الجيش العربي السوري للحفاظ على “الأمن” الإسرائيلي والسيطرة على ثرواتها ونهبها، كما أنه ليس سرّاً ولا جديداً أيضاً، أن الولايات المتحدة الأمريكية تخطّط لتحريض مجموعات إرهابية متطرفة في سورية على القيام بعمليات إرهابية ضد الجيش العربي السوري والمواطنين والمنشآت والقوات الحليفة والصديقة للدولة السورية، وأن واشنطن تقوم بنهب الموارد الطبيعية في سورية، وتشارك سراً في تجارة النفط غير القانونية.
على مدى سنوات الحرب على سورية، خطّطت واشنطن لتنفيذ عمليات إرهابية وحرّضت عليها، لـ« النيل» من أمن واستقرار الدولة السورية و”ليّ ذراعها” لتخضع للأهداف الأميركية، وإضعاف الجيش العربي السوري كجيش عقائدي لأن سورية انتصرت على الإرهاب أولاً، وثانياً لأنها دولة محورية وفاعلة في الإقليم، وقفت على الدوام ضد المخططات الأمريكية التخريبية، وكانت ومازالت لها رؤيتها الاستراتيجية بشأن ما يُعدّ للمنطقة من مخططات تقسيم وتفتيت وشّرذمة، وحذّرت منها مراراً وتكراراً، وسعت دائماً لعرقلة تلك المخططات، عبر دعواتها التي لم تتوقف لدول الجوار والإقليم جميعها للتعاون والتكاتف والتضامن وتوحيد الرؤى والمواقف، إيماناً منها بأن في الاتحاد قوة يمكن بها المواجهة، وهو ما تحرص عليه إلى اليوم رغم ما نالها من أذى كبير جداً من الأشقاء خلال سنوات الحرب، فالعدو واحد، والمُخطّط واحد لتدمير كل دول المنطقة، ولن يسلم من شرّ ذاك العدو أحد، حتى إنه لن يستثني حتى حلفاءه.
أما نهب الثروات والسيطرة على مقدرات الدول، فهو أمر أساس في كل حروب واشنطن التي تدرّجت من السّياسيّة إلى الاقتصادية، في حال فشلت في إحداهما، وفي كثير من الأحيان تكون حروبها سياسيةً واقتصادية معاً، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الدولية والإنسانية ، ومخالفاتها في هذا المجال لا مجال لحصرها ويكفينا أن ننظر إلى ما حلّ بسورية و اليمن والعراق وليبيا وأفغانستان، والقائمة تطول، إنها أمريكا أينما تحلّ يحلّ الخراب والفوضى.