أكد باحثون ومحللون سياسيون روس أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يواصل سياسة التتريك في المناطق التي يحتلها في سورية ولا ينفذ الاتفاقات والوعود لجهة التخلص من التنظيمات الإرهابية في إدلب.
وخلال مؤتمر صحفي نظمته وكالة ريا نوفوستي عبر تقنية الفيديو كونفرانس أشار الباحثون والمحللون إلى أن النظام التركي يعمل على تثبيت الوضع الذي أوجده في المناطق التي يحتلها شمال سورية بطرد السكان الأصليين من أماكن إقامتهم ومنازلهم وإسكان الموالين له هناك وفرض المناهج التركية في المدارس واستخدام عملته في المعاملات اليومية إضافة إلى الاستيلاء على المؤسسات الحكومية السورية.
وأشار المشاركون في المؤتمر إلى أن الاحتلال الأمريكي لأراضي سورية يصب في مصلحة النظام التركي فضلاً عن أنه يحرم الشعب السوري من ثرواته وموارده الطبيعية.
ورداً على سؤال لمراسل “سانا” في موسكو قال مدير معهد الأبحاث السياسية والاجتماعية لحوض البحرين الأسود وقزوين فيكتور نادين راييفسكي إن النظام التركي لا يريد تنفيذ المهمة التي أخذها على عاتقه بفرز من يسمون “المعارضين” عن الإرهابيين والمتطرفين في إدلب بزعم أن التنظيمات الإرهابية هناك خرجت عن سيطرته.
بدوره قال الاستاذ في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية فلاديمير افاتكوف إن مشكلة تركيا تكمن في أنها تعتبر نفسها دولة كبرى على النطاق العالمي في حين أن قدراتها تكاد لا تتجاوز الأطر الإقليمية مشيراً إلى أن ما يجمع روسيا وتركيا لا يتعدى المجال الاقتصادي والتجاري وهذا جزء بسيط مما يفرق بينهما سياسياً وجيوسياسياً ودبلوماسياً.
من جهته أكد مدير مركز دراسات تركيا المعاصرة في معهد الاستشراق الروسي عمور غادجييف أن أردوغان لا يأبه بالتحالف الأمريكي مع ميليشيا “قسد” لأن هذا التحالف مريح لنظامه لكونه موجهاً ضد سورية وشعبها من جهة ويبعد هذه الميليشيات عن الحدود مع تركيا من جهة أخرى.
ولفت إلى أن زيارة أردوغان إلى نيويورك الأسبوع الماضي لم تكن ناجحة مشيراً إلى أن الصحف الأمريكية لم تصف تركيا بالدولة الحليفة للولايات المتحدة بل اكتفت بالإشارة إلى أنها دولة شريكة في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
رئيس قسم التكامل الأوروبي في معهد رابطة الدول المستقلة الخبير العسكري فلاديمير يفسييف رأى في رد على سؤال لمراسل سانا أن مستقبل العلاقات الروسية التركية معقد جداً وأن هناك حدوداً للتقارب بين الجانبين لأن تركيا تعتبر الغرب وليس روسيا هو حليفها الأساس.
من ناحيته قال أستاذ قسم الأمن الدولي في جامعة موسكو الحكومية الكسي فينينكو إن تركيا تتبنى مشاريع التتريك تجاه شعوب البلدان المجاورة وبلدان آسيا الوسطى وقد قدمت منحاً دراسية لآلاف الطلاب من الشعوب الناطقة بالتركية ولكن ذلك لم يعد عليها بالنتيجة المطلوبة.