أكد مقال نشرته مجله “ذا أمريكان كونسيرفاتيف” الأمريكية أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية، بعد عشرين عاماً من هجمات الحادي عشر، ما تزال تخدع الأمريكيين وترفض الكشف عن الحقائق المتعلقة بتلك الأحداث، لافتاً إلى أن أربعة رؤساء أمريكيين إما انخرطوا بنشاط في عملية تستر أو خضعوا لمكتب التحقيقات الفيدرالي والوكالات الفيدرالية الأخرى لإخفاء معلومات دامغة بشأن فظائع أودت بحياة الكثير من الأبرياء.
والسؤال: هل سيصدم الرئيس الحالي جو بايدن واشنطن والعالم بكشف الحقيقة أخيراً؟
وقال المقال: استغل الرؤساء الأمريكيون أحداث أيلول منذ اللحظة الأولى، حيث وظف جورج بوش الابن صور حطام لموقع الهجمات في خدمة حملته الانتخابية لعام 2004، ومن جانبه وعد دونالد ترامب الناخبين خلال حملته الانتخابية في عام 2016 بكشف الفاعلين، لكن بدلاً من ذلك استحضر المدعي العام حينذاك ويليام بار “امتياز أسرار الدولة” لتبرير استمرار التستر، ومن خلال التذرع بهذا الامتياز لم يكن على مكتب التحقيق الفيدرالي توضيح سبب رفضه الكشف عن معلومات في دعوى قضائية.
ولفت المقال إلى أن مجموعة من عائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من أيلول أصدرت بياناً عاماً الشهر الماضي أعلنت فيه أنه ببساطة لا يوجد سبب لاستمرار السرية، محذرة بايدن من مغبة النكث بوعده بالكشف عن الوثائق والمعلومات السرية والانحياز إلى الحكومة السعودية, وفي حين أن بايدن وقع أمراً تنفيذياً موجهاً لوزارة العدل والوكالات الأخرى ذات الصلة للإشراف على مراجعة رفع السرية عن الوثائق المتعلقة بتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن مراجعات رفع السرية السابقة ليست مبشرة إذ لم يكن لها أي قيمة تذكر.
وأكد المقال أن الغالبية العظمى من الأمريكيين لا يثقون بحكومتهم الفيدرالية بسبب الخداع المُمنهج الذي تمارسه هذه الحكومة منذ هجمات أيلول، ففي الوقت الذي سارعت فيه إدارة بوش لغزو العراق بناء على مزاعم لا أساس لها من الصحة، وجد تحقيق مشترك بين مجلس الشيوخ ومجلس النواب (الكونغرس) أدلة كثيرة على أن مسؤولين في الحكومة السعودية كانوا على صلة مباشرة ببعض خاطفي الطائرات المستخدمة في اعتداءات 11 أيلول، كما نجحت إدارة بوش في حجب 28 صفحة من ذلك التحقيق، والمتعلقة بالكشف عن الدور السعودي في الهجمات.