دراسة نوعية في جامعة البعث للاستفادة من الأنقاض في مرحلة إعادة الإعمار
لعل مرحلة إعادة الإعمار بدأت تأخذ مكانها بين أبحاث الطلبة الجامعيين من الراغبين بالمشاركة في بناء مستقبل سورية كل من موقعه ووفق اختصاصه العلمي كحال الطالب أنس قرمو من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة البعث والذي قدم مؤخرا أطروحة دكتوراه بعنوان «دراسة تحسين الأداء الحراري لطوب مصنع من إعادة تدوير الأنقاض» تناول فيه إمكانية الاستفادة من الأنقاض المنتشرة لتحقيق فوائد اقتصادية وبيئية مهمة.
الدراسة التي أنجزت بإشراف الدكتور المهندس محمد باكير من جامعة البعث والدكتورة فاطمة الصالح الخبيرة في مجال تدوير الأنقاض من جامعة حلب تستمد أهميتها وفقا للباحث من التركيز على عدة جوانب أولها الجانب البيئي حيث أن انتشار الأنقاض يسبب تلوثاً بيئياً واضحاً وخطراً على الكائنات الحية وعلى صحة الإنسان بوجه الخصوص كما أن استخدام طوب عازل حراري يقلل من انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون الناتج عن توليد تلك الطاقة من خلال التقليل من هدره.
وحسب باكير فإن الأهمية الاقتصادية للبحث تكمن في تركيزه على إمكانية توفير المكونات الأولية لتصنيع مواد البناء الطوب الاسمنتي وبالتالي تحقيق وفر بالمكونات البكر التي تأتي من المقالع إضافة إلى وفر الطاقة الناجم عن استخدام الطوب للبناء من خلال تقليل انتقال الحرارة من وإلى المبنى أثناء التدفئة والتكييف في فصلي الصيف والشتاء حيث تراوحت نسبة الوفر في الطاقة لدى مقارنة الطوب المنتج بطوب السوق بين 62 و63 بالمئة وبلغ وفر التكلفة التأسيسية للجدران بحدود 42 بالمئة عند وجود تكافؤ حراري.
البحث الذي استمرت دراسته أربعة أعوام جاءت فكرته كما يبين باكير من خلال ملاحظة كميات الأنقاض المنتشرة في كل مكان نتيجة الحرب الجائرة إضافة لصعوبة نقلها وتكاليفها المرتفعة إلى جانب الهدر الكبير في الطاقة المتسربة من الجدران أثناء تدفئة وتكييف المباني حيث تم السعي عبره إلى صناعة طوب اسمنتي «بلوك» من أنقاض المباني المنهارة ومخلفاتها لكون أن الطوب المصنع يحمل مواصفات عزل حراري جيدة وبذلك عند استخدامه يتم الاستغناء عن طبقة العزل الحراري المستخدمة لعزل المباني وتم إجراء تحسين الطوب المنتج من خلال تحسين خلطته من جهة ومن جهة أخرى اختيار أفضل شكل لفجوات ذلك الطوب من أصل 12 نموذجا تمت دراستها بحيث يحقق أفضل عزل حراري من تلك الناحيتين.
بدوره الدكتور المشرف على البحث باكير بين أن أهمية البحث تنبع من معالجته لبعض المشاكل الموجودة بالمجتمع حيث تناول مشكلة الكميات الهائلة من الأنقاض المنتشرة في كل مكان من جهة ومشكلة هدر الطاقة الناجمة عن التسرب الحراري عبر الجدران من جهة أخرى موضحا أن هناك دراسات محلية تناولت إمكانية الاستفادة من الأنقاض بصناعة الخرسانة وليس الطوب البلوك مع الآخذ بعين الاعتبار اختلاف المكونات كما أن الدراسات التي جرت درست إمكانية استخدام الأنقاض فقط دون دراسة إمكانية التحسين الحراري للمنتج النهائي.
وأكد أن البحث الحالي هو بحث جديد من نوعه لجهة المكونات الداخلة في التركيبات ومن حيث دراسته لإمكانية إجراء تحسين حراري للمنتج النهائي أما عن طريق تطوير التركيبة تجريبياً أو عن طريق تحسين عامل الشكل عددياً.
من جانبه أكد الدكتور عبد الباسط الخطيب رئيس جامعة البعث تقديم كل أشكال الدعم لطلاب الدراسات العليا بخاصة الأبحاث العلمية الجديدة التي تسهم في تقديم أفكار مبتكرة لإعادة الإعمار لتكون الجامعات السورية هي الحاضنة العلمية للأبحاث الجديدة والتي يتم السعي لتطبيقها والاستفادة منها على أرض الواقع.
«سانا»