فواتير وأسعار نار، وخبز ومازوت ولحمة وبيض وخضراوات…
«وعلى أونا على دوي».. من يضيف إلى وجعنا الأوجاع ؟؟
حيث المكان تلة بلاغية والمحيط جوف أخرس يتلعثم بالحضور على حين (مؤامرة) لا على حين غِرّة!!
ويرتكب فيها مشغلوها سفك الدماء والإجرام وقطع الطرق والسبل في وجه كل ماله علاقة بالسوق ولقمة عيش الشيخ والصبية والأطفال الصغار..!!
فواتير وأسعار نار، وخبز ومازوت ولحمة وخضراوات.. بتوقيت الحرب.. ولم يحقق مثقفونا أي إشارة دعم تنصف الشارع المأزوم وتفتح في وجهه أبواب الأمل وتنسيه المآسي والشجون، فدرامانا وحكاياها وجع بوجع, والمكرم فيها عنوانه(عناية مشددة) وأما السينما فحدث ولا حرج.. وأغاني مطربينا وكلماتها محكية بلحن (أورغ) من ناي حزين و(كمان) أكثر حزناً، ومواقعنا الالكترونية تتبادل الأدوار مابين ناقل للخبر وناشر لنتائج استطلاع عن توفر الغاز والخبز وأيهما الأفضل استخدام الكمامة الطبية أم القماشية؟
«ياناس ياهوووو ياشعرا وأدبا ومثقفين».. اشحذوا أقلامكم بما تيسر من أغصان ورد وابتعدوا عن السكين والمبضع ما أمكن، فالقلب بات قبل العين يدمع وبالابتسام وارد منه أن نشبع وأن نشعر بالدفء المؤقت..
لذلك «يامرحبااااا» بكل نص درامي يجعلني أضحك وبكل أغنية أرقص على لحنها وأتبختر وبكل برنامج تسالي على مبدأ (احزور واربح!!)
وبكل نكتة تدمع لها عيني (مزحاً) على سيرة «بيدونة» زيت أو صحن البيض وكيلو السكر..
من قال: إن استرجاع الألم يستسيغه الموجوع، وبأن التذكير بالساكن والمتحرك في «جزدانه», و«مونة» المطبخ يمكن في أي زمان ومكان تقبلها؟؟
فواتير وأسعار نار، ومازوت ولحمة وبيض وخضراوات.. والحصار مازال يتربع منافذنا الحدودية ودروج المنابر الأممية وبواطن تجار باتوا يتسابقون فيمن هو الأجشع؟؟
وعلى سيرة (الباب بيفوت أمل) تذكرت حوار صديقتي التي هاتفتني لتخبرني أنها فطرت بسكويتاً وراحة, متذرعة بنكتة, عفواً حجة أنهما الأطيب وعلى «الجيبة» أوفر..!!!