«ملاذ آمن» لترامب

هل حقاً ما زال دونالد ترامب يُمني نفسه بـ«انقلاب» انتخابي يُبقيه في البيت الأبيض.. هل هذا الانقلاب مُتاح فعلاً؟

هناك إجماع على أن الجواب لا.. بل إن مراقبين بدؤوا يقرؤون في سلوك ترامب و”تغريداته” ميلاً إلى إعلان الاعتراف بالهزيمة في نهاية المطاف، ليكون السؤال التالي الذي يطرحه المراقبون هو: هل يتجه ترامب لاستخدام الشارع؟

أيضاً هناك إجماع على أن الجواب لا.. لأن جو بايدن أيضاً يستطيع اللجوء إلى الشارع أيضاً، فله مؤيدون بصورة أكبر وأوسع من ترامب كما ظهر في تظاهرات الصيف الماضي التي خرجت مؤيدة له، وكما شارع ترامب مُسلح، كذلك شارع بايدن مُسلح.

إذاً، هل سيمضي ترامب بهدوء ويسلم السلطة لبايدن حسب الأصول والأعراف المتبعة؟

أيضاً الجواب: لا..

الجميع يتوقع معركة قضائية طويلة ستقود إلى تجميد عملية انتقال السلطة، هذا في حال استمر فوز بايدن إعلامياً وليس رسمياً.. وهذا ما يتلطى ترامب خلفه، باعتبار أن ذلك يمنحه بعض الأمل، ويدفعه للمضي قدماً في المعركة القضائية، ولينجح في جر بايدن (وحزبه الديمقراطي) إلى هذه المعركة.

فعلياً، ليس بايدن ولا الحزب الديمقراطي مضطراً لخوض هذه المعركة، ودخوله إلى ساحتها يُعد مأخذاً عليه، فهي تظهره بمظهر الضعف، وأنه لا يثق بقوة فوزه. هذا ربما يعود إلى تأخر الاعتراف الرسمي بفوز بايدن وما قاد إليه من تجميد المرحلة الانتقالية التي يُفترض أن يتسلم فيها بايدن من ترامب، تباعاً، الصلاحيات والمسؤوليات اللازمة للبدء بتشكيل فريقه الرئاسي.

أيضاً تأخر الاعتراف الرسمي بفوز بايدن يفهمه ترامب كفرصة، أو كرسالة، لاتخاذ ما يتوجب عليه اتخاذه، وعندها قد يقع فعلاً ذلك الانقلاب الانتخابي، حتى ولو كان بايدن يتفوق بـ 306 أصوات من أصوات المجمع الانتخابي (مقابل 232 لترامب).

هنا لا بد من الإشارة إلى ما يسمى بـ«الملاذ الآمن» أمام الولايات للتصديق النهائي على اختيارات الناخبين فيها، وهذا الملاذ موعده النهائي في 8 كانون الأول المقبل، أي إن ترامب ما زال لديه الوقت لتغيير نتائج بعض الولايات، كما حدث في ولاية جورجيا، حيث أتاحت عملية إعادة فرز الأصوات فيها تحديد أكثر من 2،6 آلاف صوت غير محسوب في إحدى مقاطعاتها.

والسؤال: هل الإعلان الرسمي عن فوز بايدن ينتظر هذا “الملاذ الآمن”.. أم ينتظر أن يفعل ترامب ما يرغب في فعله؟

لا جواب.

بانتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار