ذكاء البطاقة ” الذكية”
بدأت عملية توزيع مازوت التدفئة باللاذقية منذ بداية شهر أيلول، وهذه خطوة إيجابية في إطار الاستعداد لاستقبال فصل الشتاء، والذي يستبق البعض قدومه بالإعلان بأنه سيكون قاسياً هذا العام رغم تأخره، و نحن نأمل بأن يكون دافئاً ولطيفاً وحنوناً لأن المواطن أصبح لديه تخمة من الأزمات المتلاحقة وخوف من القادم.
إن عملية التوزيع تتم من خلال صهاريج تذهب إلى المناطق المقرر التوزيع فيها، وهذا أيضاً أمر إيجابي كما يراه البعض، بأنه يختصر ويوفر الجهد والوقت في الحصول على المخصصات من وقود التدفئة، لكن بالمقابل يرى البعض أن هذه الطريقة تحمل العديد من الجوانب السلبية.
فهي تفرض تعبئة الوقود في وقت معين قد يكون فيه البعض مشغولاً بأمور أخرى أو هو غير موجود في المكان لسبب أو لآخر، كما أنه يفرض على الناس تعبئة المادة دفعة واحدة وقد يكونون غير مستعدين مادياً لدفع سعر الكمية دفعة واحدة، خاصة في ظل الظروف المادية الصعبة والغلاء الفاحش للمواد الغذائية وغيرها، وهناك كثيرون يضطرون للاستدانة للحصول على مستحقاتهم من الوقود، وقد يضطر البعض للاستغناء عن الدفء لمصلحة الغذاء ويكتفون بالتمتع بالذكريات الدافئة والتلحف بكل ما لديهم من أغطية وبطانيات لمواجهة وحشة وبرودة الشتاء.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تفضل بعض الجهات المسؤولة التعقيدات في حلّ بعض الأمور التي تكون حلولها بسيطة جداً؟. ولماذا الإصرار على هذه الطريقة في خلق جمهرة من الناس التي تحمل الغالونات وتصطف بالشوارع للحصول على حصتها من المازوت؟، لماذا وقتنا دائما بلا ثمن ..؟ لماذا لا تتم الاستفادة من ذكاء البطاقة ” الذكية” فكما تم استخدام ذكائها في حل مشكلة البنزين، وفي توجيه رسائل لاستلام الغاز والمواد التموينية في مكان وزمان محددين، واختصرت الكثير من المشاكل، وبالتالي يمكن استخدام نفس الطريقة مع المازوت.
فكل مواطن يأخذ المخصصات حسب الإمكانيات المادية والقدرة التخزينية على مدار شهور فصل الشتاء.
من جهة أخرى أرى أن هناك مطالب محقة والتي تؤكد ضرورة إعادة النظر بالكميات المخصصة لمازوت التدفئة المدعومة، فهي غير كافية , ما قد يجعل المواطن عرضة للاستغلال في السوق السوداء، وهنا يجب استخدام ذكاء البطاقة ” الذكية ” أيضاً في معرفة الناس الأكثر حاجة لمازوت التدفئة حسب عدد أفراد العائلة والتوزع الجغرافي للمناطق خاصة الأكثر برودة.