سيناريوهات متشابهة !!
يبدو أن الوزارات المعنية بخدماتنا، والتي على تماس واحتكاك مباشر مع المواطن تسلك السيناريو ذاته في حل المأزق الذي وضعت المواطن من خلاله في عنق الزجاجة، وبات هذا المواطن كمن بلع حسكة وقفت عائقاً في زوره لا إن بلعها سينجو منها ولا إن حاول بصقها بطريقة الإقياء سيتخلص منها، “وحِلها إن استطعت “، وقد وجد نفسه أمام معادلة مستحيلة الحل وبأكثر من مجهول وبالعودة إلى تشابه السيناريوهات:
مشهد أول …زحمة وأرتال سيارات وكازيات خاوية وتزويد بالقطارة
مشهد ثانٍ .. افرش ونَم ليأتيك دورك بالمنام ..العقدة
يتصاعد التزاحم، تنتعش السوق السوداء
الخاتمة .. رفع سعر المادة، فجأة تختفي وتذوب الأرتال والانتظار وتتوفر المادة … يتكرر السيناريو ذاته مع الخبز ولا تزال المشاهد تتوالى وتتعقّد الحبكة ولم تنتهِ بعد، رغم رفع سعر الرغيف ولم يُوفق كاتب سيناريو الخبز حتى اللحظة في إيجاد مخرج مناسب وتستمر معاناة (البطل الصامد) المواطن في الحصول على لقمة عيشه رغم ذكاء المخرج والكاتب بإعادة اختراع الدولاب (البطاقة الذكية)..
وليبدأ سيناريو الكهرباء …
مشهد أول.. الظلام يلف الأماكن ..من وسط العتمة يخرج صوت (وضع الكهرباء حرج) يحتاج لأشهر ليعود التقنين المعتاد.
مشهد ثانٍ…تصريحات متناقضة للغطاسين تكذبها مياه التقنين الطويل..
على وقع أصوات الكومبارس
خمسة بواحد تقنين …أربعة باثنان
الحبكة ..تتعقّد الحكاية أكثر، وسط اشتداد العتمة ويغرق الأبطال في ظلام دامس … ومن يدري ما يلوح في الأفق ربما يفكر المخرج باقتراح على كاتب السيناريو برفع سعر الكهرباء لترفع العتمة…
ميلودراما حزينة يعيشها المواطن على وقع سيناريوهات لأزماتنا طالما أن كاتبها واحد ومخرج مبتدئ لم تعد تنفع معه الحيل والحلول التي تستغبي عقل المشاهد ولتبقى النهايات مفتوحة على احتمالات أسوأ، أقلها استمرار أزمات المواطن المعيشية الخانقة طالما بقيت أفكار الكاتب تذهب إلى أسهل الحلول من خلال عقليات الجباية للفريق على حساب المواطن الغريق والتي غالباً ما يصاب البطل بالخازوق في نهاية المسلسل المعيشي اليومي الطويل بحلها على حسابه الخاص ومن جيبه وحُر(فتات ماله) وما تبقى منه بعد أن سطا عليه بعض التجار من صنّاع الأزمات ومشعليها.
وتتوالى السيناريوهات الريعية وغير المنتجة وليبقى المواطن يدفع فاتورة عيشه أضعافاً مضاعفة مقابل خدمات سيئة بكل ما تعنيه الكلمة.