(أطلال) مواطن

تفاءل الكثيرون واستبشروا خيراً مع بداية عمل الحكومة الجديدة ولاسيما في ظل ظروف الأزمات المتلاحقة التي تعصف بحياة المواطن ,بحيث لم يعد قادراً على التقاط أنفاسه .
في أولى قرارات الحكومة كان تخفيض الكميات المخصصة من الخبز حسب أفراد العائلة ليتبعه قرار زيادة الأيام المحددة للحصول على البنزين وقد تكون هناك قرارات لاحقة لا نعلم مفاعيلها على حياة المواطن حتى الآن !
وفي بيانها الذي تلته تحت قبة مجلس الشعب بحضور أعضاء المجلس الكثير من الأعمال والخطط حول أولوياتها لإنقاذ الوضع لكنها لم تخرج من إطار العموميات ولم تدخل في تفاصيل وأرقام محددة ومدد زمنية لتنفيذ هذه الخطط بل ظلت تدور في نفس إطار بيانات الحكومة السابقة وكأننا في ظروف طبيعية وعادية ولسنا في ظروف مأساوية فرضتها علينا سنوات الحرب وتبعات الحصار الاقتصادي حتى بات الكثيرون أدنى من خط الفقر ويعجزون عن تأمين أقل مستلزماتهم المعيشية . و أصبح الوضع يتطلب حلولاً إسعافية عاجلة لكثير من الأمور التي لا تحتمل التأجيل والتي أثقلت كاهل الناس عبر إيجاد آليات ومعالجات فعالة وحقيقية . فالظروف لم تعد تحتمل التأجيل ولم يعد لدى الناس القدرة على الاحتمال أكثر .
وهناك نقطة أخرى تلفت النظر في أغلب التصريحات التي نسمعها مراراً وتكراراً حول مكافحة الفساد من قبيل : (سنكافح المفسدين )ولكن المتتبع لما يجري يرى أن هذه التصريحات تبقى في إطار الوعود الكلامية فقط دون أن نلحظ الأثر الملموس لها. بدليل أن جميع الأزمات التي مرت وتمر علينا وتنغص حياة العباد يكون المسبب الأساسي الكامن وراءها بدرجة كبيرة هو الفساد الذي يضاف إلى العوامل الأخرى وتشعبه في عدة مفاصل من مفاصل العمل أثناء تطبيق الخطط في عدد من المجالات .
وهنا يمكن القول : إن تنفيذ الخطط ومكافحة الفساد لا يتم بإطلاق الوعود بل بالمتابعة الجدية والعمل الحثيث للوصول إلى نتائج مقنعة ومرضية على أقل تقدير, بما يساهم في إنقاذ الوضع الذي وصلنا إليه وفي إنقاذ المواطن وتمكينه من استجماع قواه بعد أن أمسى (أطلال) مواطن فهل ستفعلها الحكومة ؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار