“شيفرة ” المناصب !
عجبت حقاً لمسؤول كان بالأمس القريب يزمجر ويدافع بأعلى صوته عن صوابية ما تقوم به المؤسسات والإدارات , وأن المواطن لجوج و(نقّاق )ولا يعجبه العجب , وبحالة شكوى دائمة من الأوضاع , وعندما تم إقصاؤه عن كرسي المسؤولية تحول بقدرة قادر إلى محام شرس عن حقوق العباد , منتقداً أعمال بعض المؤسسات , ولا يشير إلا للسلبيات فيها .
هذه الطبيعة الإنسانية ربما يسميها البعض انحداراً أخلاقياً في إطلاق المشاغبات لأجل الحصول على بعض المكتسبات أو المحافظة عليها ممن كان أثناء تمركزه في موقعه لسنوات استنفع ونهب من المال العام , واليوم يمارس الشتم والابتزاز غير المشروع ,ويثير الحنق تجاه مؤسسات الدولة التي قدمت الكثير, واحتضنت الجميع وجعلت من البعض أسماء ومراكز في مواقع المسؤولية .
مع الأسف هناك حالات عديدة عندما يكونون بمواقع المسؤولية يرفضون النقد ويظهرون أن كل شيء سليم والأمور على أتم جهوزية ,وبمجرد أن “يرفرفوا ” مغادرين ينبري لسانهم وبقوة بأن الأمور (خربانة)..!
للأسف إنه المنطق الأعوج , منطق بعض أشخاص لا يصنفون سوى في قائمة الانتهازيين الصغار المتلونين , الذين كانوا يسعون فقط لتحقيق مصالحهم الخاصة وإرضاء غرورهم الفارغ أصلاً , لكن شاءت الصدف والواسطات أن تسند إليهم مهام إدارية ما. قد يملكون المال الوفير , لكن ذلك لا يؤهلهم أن يكونوا فاعلين وسيبقون شريحة لا تلقى أي احترام .ويجب أن يكونوا هكذا . !
لا يزال المنصب العام الشغل الشاغل , وبنظر الغالبية هو الطريق الأسرع للثراء الفاحش, بدلالة ما نسمع ونرى من محاولات الكثيرين للظفر بالمناصب , فلا أحد مكترث بالمؤهلات والكفاءات , فقط الولاء والمحسوبيات هي “الشيفرة ” المباركة , وسعيد الحظ من يتقن فصول اللعبة .. !
تتطلب المرحلة اليوم إعادة النظر بالآليات المتبعة عند إسناد منصب لهذا الشخص دون ذاك ,والبحث الجدي عن أصحاب كفاءات حقيقية , كوادر وطنية يقدرون قيمة العمل العام والمحافظة على الأملاك والأموال , خدمة للمواطن والوطن , وهذا شرف ليس دونه شرف , لا التلون حسب كل معطى شخصي .. فكفانا .. !!