حتى الآن لم تستطع الكوادر العلمية المختصة بالإدارة, وإلى جانبها فرق الخبراء في الاقتصاد والتنمية، حل مشكلة توزيع الخبز في البلد!. فمرةً يأتون بالمعتمدين من أجل توزيع الربطات، وبعد أسبوع يستبعدونهم ويعودون للتزاحم على« شبابيك» الأفران.. مرة يقولون: إن الفرد الواحد لابد من أن يأكل رغيفين في اليوم.. ثم يدرسون الأمر أكثر فيكتشفون أن رغيفاً واحداً يكفي.. أحياناً يعتمدون البطاقة الذكية، لكنهم سرعان ما يرجعون إلى «السبحانية».. مرات يحصون عدد أفراد الأسرة كي يحددوا عدد اللقمات التي تحقّ لكل فرد فيها.. ومرات يكتشفون أن المشكلة متعلقة بالشعب المغرم بأكل الخبز بشكل كبير مع أن الكافيار والكمثرى و«التوست» متوفرة بكثافة في الأسواق
المهم في الموضوع أننا اضطررنا إلى شراء ربطة الخبز من أمام الفرن الآلي في الزاهرة بخمسمئة ليرة سورية فقط لا غير!. والفضل في ذلك إلى السوق السوداء التي تنمو على هامش جميع المواد الاستهلاكية التي تحق للمواطن ويدفع من راتبه ودخله الضرائب الكافية لأجل أن تبقى مدعومة ومتوفرة أسوة ببقية خلق الله.
نعم أيها السادة، الربطة متوفرة بخمسمئة ليرة مثلما هو حال ليتر البنزين و«قنينة» الغاز وغير ذلك من المواد، لكن في السوق السوداء التي تحاول أن تبيض وجهها على حساب المواطن «المعتر»، من دون أن يتساءل أحد كيف تصل تلك المواد إلى أماكن التهريب ومن هي الشبكات التي تقوم بذلك؟ ولماذا لا نلاحظ المكافحة الكافية لهذه الظاهرة التي طالت علبة دخان الحمراء الطويلة التي وصل سعرها إلى الألف ليرة من دون أن يحرك أحد ساكناً؟
البعض يقولون: إن الخبراء الاقتصاديين ، مازالوا يدرسون أسلوب توزيع الربطة.. وحتى تنتهي الدراسات الاستراتيجية، فعلى المواطن أن يأكل مئة «لبطة» على «قفاه» عند شبابيك الأفران، وربما يصاب بـ«الكورونا» أو «حميرة أبو خريون» ولا ضير في ذلك.. مادام الخبراء مازالوا يدرسون الوضع على قدم وساق، ومادامت الغربان تصيح «قاق».. عرفتوا كيف؟