ملفات الشعر
من اللافت للنظر أن يستمر تنفيذ ما يعدّ من ملفات خاصة بجنس أدبي للكتّاب لمصلحة مجلة، أو موقع، أو صفحة تواصل، تصدر في قطر عربي آخر، ومنذ سنوات عدة مما قبل الحرب، بالذهنية نفسها.
إذ يكتفي أو تكتفي، المكلف/ة بإعداد الملف على ضم أسماء حلقة الأصدقاء الخاصة بهم، فلا منهجية في الاختيار والإعداد، كأن تكون الأسماء المختارة من مرحلة زمنية محددة، أو ممن امتلكوا أكثر من إصدارين في الجنس الأدبي المعدّ عنه الملف, ولذلك ليس غريباً أن تجد أسماء غير معروفة حتى لنا نحن الذين نعمل بالصحافة, والذين يفترض بنا أن نعرف أغلب الأسماء، أو تجد أسماء غير مصدرين أنفسهم على أنهم يكتبون هذا الجنس الأدبي أو هذا النمط الكتابي كهوية لتجربتهم، ما يدل على جهل من أعد/ت الملف، ويتضاعف الجهل حين تقرأ أسماء، تحت وطأة الحرب، اختارت (منافٍ) قسرية، معلومة لدى معد/ة الملف، في حين غابت أسماء لا تزال تعيش في سورية وأكثر حضوراً في إنتاج هذا الجنس الأدبي، أو هذا النمط الكتابي من جنس أدبي ما، والتي من الطبيعي عدم قدرتها على إنصاف الجميع، لكن لابدّ من توافر نسبة عالية من الضوابط التي لا تزال غائبة.
وإن انتقلنا لمجال إعداد الكتب فالحال ليس بأفضل، فثمة أديب من حمص يعدّ كتاباً عن أدباء المدينة، وهو مشكور على جهده، اتّخذ مني موقفاً ربما ولم يعد يطالبني بتقديم بطاقتي وإصداراتي الشعرية، لأنني سألته كيف ستتعامل مع أسماء الأدباء الذين صاروا خارج سورية لأسبابٍ شتى، فالكتاب ليس تقويماً بما أن منحاه الأساسي توثيقي أدبي محض، وما الذي يمنع ذكر كل الأسماء وفق المرحلة الزمنية المختارة للتوثيق؟, لكنه مضى يقول كلاماً …، فقلت له: إن كتابك الذي تعدّه لن يقوّم نصوصهم، فهذا شأن النقد الأدبي لتجربتهم, لم يجب واكتفى بالصمت.
فعلى ما يبدو أن معظم تلك الملفات أو كتب التوثيق لمرحلة ما، تتم كيفما اتفق من دون أي جهد ممنهج بضوابط منطقية، ولذلك هي لا تقدّم نصف صورة حقيقية عما أراد أصحابها تقدّيمه!.