تشهد بلدات ومدن في الجزيرة السورية غلياناً شعبياً ضد ممارسات ميليشيات “قسد” المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكية والمرتبطة بمخططات واشنطن، وسط تزايد الدعوات من العشائر والقبائل العربية إلى التكاتف والتوحد للتصدي لجرائم هذه الميليشيا ومحاولاتها فرض الانقسام بين أبناء الشعب الواحد.
ممارسات ” قسد” المدانة والمرفوضة جملة وتفضيلاً، لم تقف عند حد معين فقد انتقلت من الخطف والقتل وسرقة الممتلكات وفرض الأتاوات، إلى استهداف قطاع التعليم، وتهديدها مستقبل آلاف الأطفال والشباب في المناطق الشمالية من سورية.
فقد استولت هذه الميليشيا بقوة السلاح على 2285 مدرسة، كان آخرها 118 مدرسة قبل بدء هذا العام الدراسي، لتبقى 179 مدرسة تديرها مديرية التربية في الحسكة لكافة المراحل التعليمية.
هذا الاعتداء من شانه أن يثقل كاهل العملية التعليمية في هذه المدارس ويؤدي إلى اكتظاظ القاعات الدراسية، ناهيك عن تحمل الأعباء المادية والنفسية المرتبطة بمشقة قطع مسافات طويلة للوصول إلى هذه المدارس ما يفاقم تحديات الظروف الصحية السائدة حالياً..
إن “قسد ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق آلاف السوريين، بغطاء مما يسمى “التحالف الدولي”.
وتلك الجرائم مستمرة حتى هذه اللحظة، وتتخذ أشكالاً متعددة بدعم وتنسيق غير مبررين من قوات “التحالف”، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تدعم “قسد” عسكرياً منذ تأسيسها.
إن ما يجري في مناطق سيطرة هذه الميليشيا أمر خطير وانتهاك فاضح لأبسط الحقوق القانونية التي كفلتها التشريعات الدولية، وفي مقدمتها الحق في التعليم..
هذه الانتهاكات الإنسانية والقانونية تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتستوجب مساءلة مرتكبيها جنائياً أمام المحكمة الجنائية الدولية..
إن الأمر المثير للاستهجان حقاً هو موقف الدول الداعمة لهذه الميليشيا التي ترتكب أبشع الجرائم بحق المواطنين من دون أن يتخذ الداعمون والراعون أي موقف لردع هذه الميليشيا.
إن استمرار هذه الانتهاكات يضع مصداقية هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان أمام اختبار حقيقي لإدانتها والضغط على الدول الداعمة لهذه الميليشيا، لوقف جرائمها وممارساتها غير الإنسانية بحق أبناء الشعب العربي السوري في مناطق سيطرة هذه الميليشيا..
إن الاستقواء بالاحتلال الأمريكي، وما يسمى “التحالف الدولي” لن يغير من الحقائق، ولن يعطي شرعية أو ديمومة لأي جماعة، فالاحتلال إلى زوال هو وكل المشاريع والممارسات التي تتناغم معه، وسورية لن تكون إلا موحدة أرضاً وشعباً، وكل ما عدا ذلك مصيره الفشل والهزيمة.