يتبلور مشهد المواجهة الشعبية في الجزيرة السورية نحو الوقوف العشائري والشعبي بوجه المحتل الأمريكي وأداته العميلة “ميليشيا قسد ” ولا يكاد يمر يوم من دون عملية أو أكثر تقوم بها قوى الحراك الشعبي ضد هؤلاء في مناطق مختلفة في ريف دير الزور وشمال الفرات.
ومثل هذا الاحتكاك والصدام يتكرر مع المحتل التركي أيضاً وأدواته من المرتزقة وما يسمى “الجيش الحر” في المناطق التي يسيطرون عليها يومياً وزادت عمليات تفجير السيارات والدراجات المفخخة التي جعلت الوجود التركي ومرتزقته يعيشون على صفيح ساخن وجعلتهم في حالة خوف واستنزاف ورمال متحركة لا تهدأ تحت أقدامهم فضلاً عن الخسائر البشرية التي يجري التكتم عن أعدادها وحجمها.
وكما هو معروف لكل فعل رد فعل يوازيه أو يزيد عنه وما تقوم به ميليشيا “قسد” من استفزازات تجاوزت كل الحدود من خطف الشبان وسرقة المحاصيل والممتلكات ونهب البيوت جعلت عدداً من العشائر العربية على قلب رجل واحد وخاصة بعد التطاول على رؤساء العشائر والقبائل وتم توجيه الإنذارات لعناصر ميليشيا “قسد” لإخلاء قرى وبلدات، وصدى الحراك الشعبي وصل لكل القبائل والعشائر التي تداعت إلى أكثر من ملتقى واجتماع وتشكلت نواة مقاومة شعبية لن تتوقف مادام هناك احتلال أمريكي أو تركي.
وأمام هذا الواقع الجديد استشعر المحتل الأمريكي الخطر فاستنجد بالسعودية لإرسال موفدين من قبلها في محاولة للقيام بعملية اختراق وشق صفوف العشائر وتقديم إغراءات مالية ووعود بإنجاز خدمات كحفر الآبار ومستلزمات الزراعة وقد تسلل أكثر من عشرين موفداً سعودياً إلى الجزيرة السورية لهذه الغاية انطلاقاً من أن هناك قرابات وعلاقات عشائرية يمكن توظيفها لصالح القوات الأمريكية تمنع قيام مقاومة شعبية عارمة بوجهها وتنزع فتيل الاصطدام مع مليشيا “قسد” التي شكلت ذراع الاحتلال الأمريكي القذرة في الشمال السوري، لكن المواجهة الوطنية النبيلة التي بدأها أهلنا في الجزيرة السورية شعبياً وعشائرياً لن تتوقف وأصالتهم النضالية العريقة ستجعل محاولات الاختراق والالتفاف تبوء بالفشل والخذلان.
tr.saqr@gmail.com