سباق الرهائن

يرتمي الظل أمامك فتظنه أنتَ، وتتابع الجري خلفه كأنكَ في سباق مع اللانهاية، بعد حين، ومن خلف قضبان الغبش الذي يعترض طريقكَ عند كلّ تلامس لقدميك مع تراب الأرض، سوف تعترف لسر نفسكَ بأن المسافات التي اعتدت على انتظارها لن تمتلك من القرار سوى أنها مقطوعة الرأس، وأنها أصغر بكثير من أن تقاس بما حصلت عليه من قناعات أثناء حوارك الدائم مع ظلّ فنجان قهوتكَ الصباحية، لكنك مرهون بفطرتكَ للغاية القصوى، وهذا ما يدفعك للنظر إلى عقارب الساعة للتأكد من أن الفرص مازالت متاحة، وأنها قاب قوسين أو أدنى من الفراغ الذي ورثته من متابعة الركض ضمن دائرة مخفية ببعض من ثناءات قدمت لدموعك من مجهول يماثلك بالاختلاف، ويتحد معكَ بالمعنى المرادف لكلّ ما تنأى عن ذكره من تفاصيل حدّثكَ عنها الظل في لحظة غرور، وربما في لحظة ترف مع الذات، وللحظة، وتماشياً مع هاجس الفناء، تظن بأن تلك التفاصيل هي من أملاكك الشخصية غير القابلة للتشارك، أو التأميم مهما كانت يد الزمن طويلة، هكذا تتساوى التحولات في عالم من الوجود القابل بشكل دائم لأخذ دور الفرضيات المتاحة -أبداً- لتمدد الظل بين يديك، وكأنه في رحلة دورية مع الحقيقة!!..
في عالم الحقيقة لن تبدو كظلك مهما بالغ الضوء في السعي ليكون على مقربة منك، لأن المثلث الذي أخذت زواياه تحدبها منكم- أنتم الثلاثة- سيقر لكما بأشياء كثيرة، منها على سبيل المثال: الامتثال المطلق للدوران حول نفسك بعد أن تغادر فنجان قهوتك الصباحية، أما الظل فسوف يعاند الخيوط المنبثقة من الشمس ليجعل منكَ فرضية يبتلعها “غوغل” ليعيد إنتاجكَ من جديد، المنتج الجديد المشار إليه هو ذاته التحالف مع الانكسارات المزمنة التي باتت جزءاً لا يتجزأ منكَ، كما أنها باتت بالتقادم الزمني السريع نبعاً من حمم بركانية يسيل بحتفك نحو اللا إدراك لحقيقتك الانفعالية أمام الظل، ومدى قدرته على احتوائكَ كلما دعت الحاجة لذلك، أو كلما طالبكَ الاحتواء بالوقوف مكتوف اليدين أمام حاجتكَ الإبداعية، كشرط لابد منه لاكتمال دورة الخديعة الكبرى بأبهى صورها، في أحيان خلاسية تتفق الزوايا الثلاث لإنتاجكَ على هيئة عقار سائل تحتويه قارورة ضيقة من الضرورات اليومية بمنتهى الصبر، وقبل أن يتخذ غوغل قراره الأخير برهن موروثاته كاملة في عالمك الافتراضي، ستكون الحصة المخصصة لكيفية تفادي الصدمة القاتلة مع الظل قد فاتتكَ إلى الأبد، كما لو كنت أنتَ!!..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار