ارتكب نظام أردوغان اعتداءات وجرائم لا تعد ولا تحصى بحق سورية, ووصل به الأمر مؤخراً للإقدام على قطع مياه الشرب عن مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة ومحيطها لأكثر من عشرة أيام متواصلة, وكان قد قطع المياه منذ ما قبل بداية العام الحالي ما يزيد على 15 مرة ولعدة أيام مستخدماً سلاح التعطيش المحرم في كل القوانين والأعراف الدولية وحرمته كل الشرائع السماوية.
هذه الجريمة التي تشكل وصمة عار جديدة على الوجه القبيح لهذا النظام الانكشاري “العصملي” ورئيسه الطاغية رجب أردوغان والتي تعتبر وفق أبسط المعايير من جرائم العصر الموصوفة وتشكل محاولة لإبادة جماعية مكشوفة ترقى إلى أن تكون جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وتجسد بوضوح شديد وحشية أردوغان وانحطاط نظامه الأخلاقي وعبثه بالاتفاقات الدولية الخاصة بالمياه, وتأتي جريمة التعطيش هذه وسط اشتداد حرارة الصيف الحارقة في الجزيرة السورية ومع انتشار فيروس كورونا والحاجة الماسة للمياه لاحتوائه ليشكل وباء الإخونجي أردوغان ما هو أشد وأخطر من كورونا.
ومن الغريب أن تصمت المنظمة الدولية ومؤسساتها عن هذه الجريمة الكبرى التي تهدد حياة مليون شخص بالخطر وأن لا يجتمع مجلس الأمن الدولي لوقف هذا العدوان المتكرر في رابعة النهار فيما كان يهرع للاجتماع لحوادث يلفقها بعض القتلة الإرهابيين في سورية, وإلى متى تبقى انتهاكات نظام أردوغان الفاجرة وتماديه الوقح على القانون الدولي من دون ردع أو أدنى عقاب؟.
ما يريده النظام التركي من وراء هذه الجرائم والفظائع هو ما أراده سابقاً عندما قطع مياه الشرب عن سكان حلب ألا وهو تطبيق سياسة التهجير القسري تمهيداً لتنفيذ خطط “التغيير الديموغرافي” بعد دفع الأهالي لهجرة مدنهم وقراهم بما يمكن من رسم خرائط على أسس طائفية وعرقية تتماهى مع الأجندات الصهيو- أمريكية في “تفتيت” سورية والمنطقة وهو الهدف الأساس للحرب الإرهابية التكفيرية على الشعب السوري, تلك الحرب التي كان ولا يزال رأس حربتها نظام أردوغان الإرهابي.
tu.saqr@gmail.com