للعام السادس على التوالي.. (خان الزجاج) يواصل المشروع التدريبي المجاني للحرف التراثية الدمشقية
يستمر تجمع الحرف اليدوية التراثية في خان الزجاج بباب شرقي للسنة السادسة على التوالي بإجراء دورات تدريبية مجانية بالكامل للحرف التراثية الدمشقية وسط إقبال جيد من الراغبين بتعلم هذه الحرف وخاصة من أصحاب المواهب المختلفة.
وسجلت الدورات التي تجاوز عددها مئة حتى الآن إقبالاً أوسع من الفتيات والنساء اللواتي تركن بصمة مميزة منذ انطلاق المشروع التدريبي الاستثنائي وحتى الآن.
وتتسم الدورات التدريبية بأجواء من الحماس من المدربين أرباب المهن التراثية وكذلك المتدربون في أجواء تعليمية أسرية لا ينقصها الالتزام ولا التوجيه في رغبة عارمة من الحرفيين على إعطاء أسرار حرفهم للأجيال المقبلة حفاظاً عليها ولمنعها لاحقاً من الاندثار لكونها تشكل جزءاً من الهوية الوطنية وترتبط مباشرة بالتاريخ السوري العريق.
وخلال لقائه مع «تشرين» قال جوني غاربيان حرفي متخصص بالأعمال المتحفية التراثية: إن الخان يواصل مشروعه التعليمي، حيث تستمر الدورات التدريبية, والتي مدتها من شهر إلى ثلاثة أشهر للدورة الواحدة, وتشمل العناوين المختلفة لأكثر من ١٥ حرفة، حيث نقدم تعليماً متكاملاً مع توفير المواد اللازمة بشكل مجاني.
وأضاف غاربيان: لا يوجد شروط للراغبين بالالتحاق بهذه الدورات سوى شرط العمر، أي ألا يقل عمر المتدرب عن ١٨ ولا يزيد على ٣٥ عاماً، موضحاً أن الهدف الأساسي للبرنامج التدريبي الحفاظ على هذه الحرف وإيجاد جيل جديد يحمل رموزها، لافتاً إلى وضع خطة ممنهجة لإكمال هذا المشروع.
وأكد غاربيان أن الرغبة لدى المتعلم أساسية ليحقق الفائدة التعليمية ويستفيد، ويبدأ لاحقاً بمرحلة كسب المال من جراء عمله بهذه الحرف، مشيراً إلى أن البناء على المعلومات التي قدمت خلال فترة التدريب ترتبط بالشخص المتعلم ، متحدثاً عن نماذج أثبتوا حضوراً قوياً, واستمروا حتى الآن في محاولة حقيقية منهم لامتلاك كل أسرار الحرفة التي اختاروها, وقال: شهدنا استقطاباً لطلاب في كلية الطب البشري والاقتصاد والهندسات المختلفة ومن مختلف شرائح المجتمع, وتحركوا باتجاه هذه الدورات بدافع الرغبة والحب لهذه الحرف التراثية وكانت المفاجأة إصرارهم على الاستمرار.
وأوضح غاربيان أنهم بلغوا مرحلة من المشروع التدريبي وهي اختيار كوادر ممن تلقوا الدورات ليكونوا مدربين لاحقاً بعد أن أخذوا الخبرة الكاملة بشهادة مدربيهم.
وشرح غاربيان عن الحرف التي يجري العمل على التدريب عليها من ضمنها الخزف والقيشاني والمينا على الزجاج والضغط على النحاس وخراطة المسابح و المسابح الشامية والكهرمان المعشق وغيرها.
ولفت غاربيان إلى التنسيق المسبق للدورات وكيف تتم العملية على مراحل بعد أن يتم تجهيز المواد و وضع البرنامج التدريبي واختيار الأوقات المناسبة، موجهاً الدعوة مجدداً عبر «تشرين» للراغبين بتعلم هذه الحرف بالتوجه إلى خان الزجاج والاطلاع على كل الأعمال التدريبية التي تقام فيه وثم الانخراط بهذه البيئة التعليمية بوجود كوكبة من أمهر الحرفيين على مستوى مساحة الوطن وكذلك العالم.