شعبية القيادات الشبيبية
الأب حسن سليمان الطبرة:
ليس المقصود «بشعبية الشباب» الهيكليات الاجتماعية بل بمعنى “الأشخاص” الذين يعيشون ويسيرون معاً مشكِّلين نسيجاً يشمل كل شبيبة المجتمع بغض النظر عن الانتماءات الدينية أو المذهبية أو السياسية أو الطبقية، وذلك استبعاداً للانقسامات التي يصنِّفها العازفون على هذه الأوتار والهادفة إلى تعميق الشرخ والانقسامات في مجتمعنا العربي السوري. من هنا تبرز أهمية إعداد “القيادات الشعبية الشبيبية” لتؤسس لتربية أجيال شبابية تؤمن بالخير وتعمل في سبيله وتوجه الفئات الدينية والمذهبية والحزبية والسياسية لأن تربي كوادرها على خدمة الشأن والصالح العام, وذلك من خلال إعداد برامج تربوية تثقيفية مدروسة تعمق تلك الثقافة والرؤية الوطنية والمجتمعية والإنسانية في الشباب وتعمق روح الديمقراطية الحقّة, وليست المزيّفة عندهم من خلال محبة الآخر بغضّ النظر عن انتمائه الطبقي أو المذهبي والسياسي, وقبول هذا الآخر ومسامحته وتفعيل الوزنات الذاتية والجماعية للارتقاء بالنفس وبالآخر بما ينعكس إيجاباً على الفرد والمجتمع والوطن منتبهين لعدم إقصاء أو تهميش أي فرد أو أي جماعة وبث روح الفرح والتعاون بين الجميع .
وهنا تبرز حاجة المجتمع والوطن الملحّة لأولئك القادة الشبيبيين الشعبيين, القادرين على توحيد كل الشباب وجمعهم.
ولا ننسى أن «السياسة هي فن شريف لخدمة الخير العام, وليست لبث الخلافات بين أفراد المجتمع والعودة به إلى الوراء».
ذلك يحتاج بث روح جديدة تتعمّق في قلوب الشباب وتسهم في تغييرهم للأفضل.
بذلك نؤسس لتربية أجيال شبابية تعيش المحبة والفرح وتنفتح على جمال الحياة.
ذلك يحتاج مواكبة دائمة للشباب؛ تسمع وتصغي لهم جيداً وتعيش معهم أفراحهم وأحزانهم, وتنوِّرهم وتساعدهم على الاختيار وعيش جمال الشباب ليكونوا أرضاً طيبة تثمر ثماراً أطيب لهم ولمجتمعهم و وطنهم .