فتّشوا عن المسببات!
لعلنا نتفق على أن من أهم التحديات التي تواجه الظروف المعيشية, وغيرها من إشكالات الإصلاح بأنواعه, وحالات التأخير والروتين وما شابه ذلك, هو تجاهل الأسباب الكامنة وراء المشكلات الجوهرية للعديد من الأزمات الثقيلة ما يفضي الى طول أمدها رغم كل محاولات التدخل, وبقاء الحل غائباً, وفي حال حاولت الجهات المعنية التدخل إزاء أي مسألة يكون تدخلها ليس كما يجب, أو يكون انعكاسه ليس مرضياً لكل الأطراف..!! فالتناسي والمناساة, أو غض البصر عن معالجة المسببات الأساسية بدقة وشفافية متناهية وبعين من المسؤولية والحس بالمهام هو ما أوجد نوعاً من التعقيد والروتين وتراكم المشكلات فوق بعضها, في هذا المرفق أو ذاك القطاع..!
اليوم أكثر من نصف مربي الدواجن خرجوا من حلقة الإنتاج وتربية هذا المرفق التغذوي المهم للمواطن, وفي وقت حساس يستوجب على الجهات المسؤولة أخذ ذلك بالحسبان منذ وقت طويل, وليس في الوقت الراهن بعد موجات الغلاء التي عصفت بكل شيء, فالجميع بدأ يعزف على سيمفونية غلاء الأعلاف بعيداً عن أي تدخل أو طرح أفكار قد تسهم في إيجاد مخارج تخفف من وهج ما يجري, وبقي المُنتج عاجزاً, والمستورد مكبلاً بسيل من التعقيدات الإدارية والإجرائية التي تقف سداً في وجه توريده لبعض السلع أو المواد تحت مبررات قد تؤدي في حال استمررنا فيها إلى كوارث فقدان أي مادة من الأسواق..!.
الآن مواد غذائية تباع بأسعار باهظة الأثمان, وكل ما أقدمت عليه الوزارة المعنية هو تسطير إجراءات من دون الخوض بغمار انعكاسات سياستها التسعيرية بعد الارتفاع الصاروخي لأسعار العملات الأجنبية مقابل الليرة, الجميع يعترف بأن هناك غلاء وارتفاعاً بالتكاليف ولكل سلعة أو مادة, لكن لا أحد فكر أو قام بعملية حسابية كيف ستصل هذه المادة إلى الأسواق المحلية, وما هي تكاليف أعبائها يا ترى..؟ وهل المستورد أو التاجر سيقدر على تأمين قيمها بالعملات الصعبة وعلى نفقته في ظل ما يجري من ارتفاعات ثقيلة؟ فلماذا كل هذا التغاضي وعدم المكاشفة وفتح ملفات سياسة التسعير التي يعتريها بعض الشوائب..؟ قد نجد مورّداً لبعض المواد اليوم, لكن ربما لا نجده غداً…!
طروحات قد تساعدنا في الوقوف على الأسباب بكل منطقية تجاه مسائل ضاغطة على حياة العباد!