لا تكن سلبياً!!
الشكوى لغير الله مذلّة..
الشكوى عيب وحرام ومخافة من لوم الآخرين للشاكي..
الشكوى طقس اجتماعي يخضع لمفاهيم ومقولات تتعارض مع أخلاقيات الناس وترك من يستغلك في عهدة الله (منو لله)..
وربما تعرض أحياناً عن الشكوى على من يستغلك في لقمة العيش وفي فرض الأسعار الكاوية عليك من باب أن الإجراءات غير مجدية في فاعليتها وردع المخالف، ومن باب أنها قد تأخذ من وقتك في المثول ربما أمام المحكمة للإدلاء بشهادتك وغيرها من الإجراءات التي قد تطول.
ولكن الظروف اليوم، والوضع الذي يتعرض له البلد من حصار وإرهاب اقتصادي كوجه أقبح لاستمرار الحرب على سورية ومحاربتها بـ«لقمة عيش» مواطنيها وحليب أطفالها، وفي ظل تداعيات هذا الحصار وآثاره الكارثية المتمثّلة في أدواته المأجورة التي تتلاعب بأسعار الصرف وتهريب القطع الأجنبي بهدف إضعاف القدرة الشرائية للعملة الوطنية، يدخل المواطنين في حالة من العوز والفاقة في تدبير معيشتهم، يصبح معه السكوت عن المتلاعبين والمفسدين من بعض التجار والمستوردين جريمة، ويصبح معه الساكت عن الحق شيطان أخرس وشريك في خنق ذاته، وتبدو مفاهيم ومصطلحات «العيب والحرام في الشكوى» مصطلحات من شأنها أن تسهم في المزيد من الأزمات المعيشية للمواطن، لعدم مواجهته جشع واحتكار واستغلال بعض تجّار الأزمات التي يتعرض لها المواطن في معيشته، وبما يتطلب منه أن يلعب دوراً إيجابياً في الوقوف في وجه من يخنقه، ويسهم بجدية في مساعدة الأجهزة الرقابية، ويبادر أقلّه إلى الشكوى على التاجر والبائع والاتصال بمديريات حماية المستهلك وتسجيل شكوى بحق من يستغلّه في رفع الأسعار والاحتكار ومتابعتها في مختلف مراحلها التي قد تصل بالمخالف للتوقيف وتعريضه للسجن، بحيث يصبح عبرة لكل من تسوّل له نفسه في هذه الظروف الحرجة التلاعب بقوت وحاجات المعيشة الأساسية للمواطن، وليخرج المواطن من حالته السلبية التي يمارسها بحق نفسه وحق مجتمعه وأسرته، ليكون فاعلاً ومسؤولاً يمارس دوره الوطني تجاه وطنه في ظل استمرار إرهابه اقتصادياً، ومحاربته في أسباب عيشه وصموده، وبحيث يكون رديفاً حقيقياً وسنداً وداعماً ومعززاً لصمود الجيش العربي السوري الذي يقدّم في كل لحظة التضحيات الجسام من أرواحه ودماء شهدائه، ويعزز انتصاراته المتلاحقة على قوى البغي والاستكبار، وألا يقف مكتوف الأيدي ويمارس دوراً سلبياً في مجرد إثارة القلاقل والشائعات والاكتفاء بـ… لا تكن سلبياً..!!!