بحثاً عن اللقى والكنوز الأثرية.. ظاهرة التنقيب العشوائي تتفاقم في درعا
الحرية – وليد الزعبي:
استشرت ظاهرة التنقيب العشوائي ضمن المناطق الأثرية وبالقرب من الخطوط الحديدية في مختلف أرجاء محافظة درعا، وذلك بحثاً عن الكنوز واللقى الأثرية، وطمعاً بالحصول عليها للمتاجرة بها والتربح من ورائها.
وأشار رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار درعا أيهم الزعبي في تصريح لصحيفة الحرية، إلى أن عملية التنقيب العشوائي ليست بجديدة ، بل موجودة على مدار السنوات السابقة، وإن بشكل سري إلى حد ما في بعض الأماكن، لكنها مؤخراً تزايدت كثيراً وأصبحت تنفذ في العلن وبوضح النهار، وخاصةً منها أعمال الحفر التي تتم على مسار الخط الحديدي الحجازي.
ولفت إلى أن من يقومون بالتنقيب يستخدمون أجهزة إلكترونية، منها القديم ومنها الحديث للاستدلال على الأماكن التي يحتمل وجود كنوز أثرية مطمورة فيها، فيما لم تعد مستغربة أو مستهجنة مشاهد الحفر والتنقيب التي يمارسها العشرات، بل والمئات من الأشخاص في ظل عدم وجود ضوابط تمنع ذلك.
وتطرق الزعبي إلى أن المعنيين بالآثار ليست بيدهم حيلة تجاه هذه الظاهرة سوى كتابة الضبوط بمخالفات التنقيب غير المشروع ضد مجهولين، علماً أن هذا النوع من التنقيب العشوائي، وبالأخص ضمن المباني الأثرية والخرب والتلال التي تعود إلى حقب تاريخية مختلفة ويتواجد منها المئات في محافظة درعا، قد يؤدي إلى انهيارات في تلك المعالم الأثرية المهمة وتخريب السويات والطبقات الأثرية فيها، وخاصةً أن بعض أعمال التنقيب لا تقتصر على معدات الحفر اليدوية، بل تتعداها إلى استخدام الآليات الثقيلة مثل “الباكر والتركس ” ، وخاصة في التلال الكبيرة والبلدات القديمة التي لها أهمية أثرية تاريخية.
وأكد رئيس شعبة التنقيب على ضرورة الحد من هذه الظاهرة، عبر مساهمة المجتمع الأهلي في التوعية إلى أهمية الحفاظ على المعالم الأثرية التي تعد إرثاً حضارياً لنا وللأجيال القادمة، وتوثق للحضارات العريقة التي تعاقبت على بلادنا، وكذلك من خلال تعاون الجهات المختصة بتسيير دوريات في المناطق التي تحدث فيها التعديات بأعمال التنقيب غير المشروعة وردعها.