لمصلحة مَنْ يتم تشويه سمعة الإنتاج الوطني الدوائي.. حوارات شفافة كشفت خفايا تعسف مزمن

دمشق الحريةـ ابتسام المغربي
دواؤنا الوطني العمود الفقري لصناعتنا الناجحة
ألا يكفي كل ذاك الاستهتار الذي كان بأداء وزارة الصحة ومديرية مراقبة الدواء والتحكم بالإنتاج وتعطيل الموافقات على الطبخات؟ وجعل المصانع  العريقة ذات السمعة الجيدة والتي كانت  تكفي السوق الوطنية وتصدر وتدعم الاقتصاد بالعملة الصعبة؟

ليأتي الآن من يستغل الوضع ويعطي تصريحات إعلامية عن فعالية الأدوية الوطنية. وللأسف تنجر الوسائل الاعلامية البعيدة عن الوطنية وتنشر الأخبار بلا توثيق ولابرهنة.

والنتيجة تراجع عدد من الدول عن إبرام عقود مع السوق الدوائية في سورية وخسارة مسار  اقتصادي مهم، كانت الأدوية السورية تصدر من خلاله لاربع وثمانين دولة.
مالذي جناه هذا التصريح ومن صرح به بهذا التوقيت؟

تاريخ من التعب
أربعة وتسعون معملاً جعلت السوق المحلية مكتفية بالدواء.
وبدل تشجيعها وتطويرها وتشجيع البحث العلمي فيها كانت الصحة تعرقل العمل للمعامل ذات الاسم المميز وأغلق قسم منهم  المعامل وبات لدينا فقد ما يتجاوز خمسة وعشرين معملاً! وهؤلاء الذين استمروا بالعمل والإنتاج بالأزمة ولم يغادروا الوطن وكانوا يعملون بين تكاثف المعيقات، للأسف نجد اليوم أبواقاً تعمل تحت الطاولة للترويج للدواء المهرب وغير المراقب وغير الفاعل. وتدخل المتممات الغذائية تحت مسمى دواء وبأسعار فاحشة؟ في حين تنتج محلياً باسعار بسيطة..؟

انقلاب إيجابي في عمل الصحة
الصحة اليوم تتبع مساراً منظماً في عملها وتضع الدواء في أول أولوياتها، وكان هذا واضحا جداً اليوم من خلال الاجتماع الذي تم عقده في نقابة الأطباء بين  الفعاليات المختلفة المتعلقة بإنتاج الدواء من مدير الرقابة الدوائية الدكتور إبراهيم الحساني إلى مديرة المخابر الى أصحاب المعامل.
لفتنا التعاون والحوار المفتوح بكل جرأة، والاستماع الى الاقتراحات واتباع عدد منها،
كما توضح الخبرة الموجودة عند الإدارة الجديدة وكثافة العمل والاطلاع على الواقع.. واستنباط الحلول العملية المرضية للجميع..
الدكتور ابراهيم الحساني مدير الرقابة الدوائية لفت إلى أنهم زاروا معظم المعامل في معظم المحافظات ووجد أن كثيراً منها متهالك ويحتاج إلى إعادة هيكلية والبعض يحتاج إلى إدارة مختلفة تتوافق وتصنع الدواء وتتلافى بعض الملاحظات البسيطة.
وبين الحساني الاندفاع الواضح باتجاه تعزيز هذه الصناعة وتذليل عقباتها والابتعاد عن كل الممارسات التي كانت تتم سابقاً وتمرر من خلالها الأخطاء التي تتفاعل لتصل إلى واقع صناعة الدواء حالياً.

عراقة هذه الصناعة تتطلب تعاون كل الأطراف وفي ظل دعم المخابر بتجهيزات جديدة، والإسراع بإنجاز المعاملات بسرعة وتذليل العقبات، مع وضع رسوم جديدة لقاء الخدمات المقدمة، وتجاوب الجميع والتعاون سيثمر حتماً بإعادة البريق لهذه الصناعة..

أمين عام المجلس العلمي للصناعات الدوائية أكد أن الاجتماع بين الرقابة الدوائية في وزارة الصحة بحضور الدكتور براهيم حساني وبوجود السادة المدراء في وزراة الصحة مع المجلس العلمي للصناعات الدوائية أثار نقاشاً و تأكيداً على دعم المعامل التي تخربت في السنوات الماضية من خلال إعفاءات محددة تدرس وضع كل معمل حسب حالته وإعفاء من رسوم المواد الأولية والسواغات ومواد التغليف لتصبح خمسين بالمئة ودعم التصدير من خلال تسريع الموافقات والإجراءات مع تفعيل المنصة لاستقبال طلبات التسجيل لمستحضرات جديدة خلال شهر ورفع مستوى المخبر المركزي التابع لوزارة الصحة مما يعني تحسين الرقابة من خلال دفع رسوم لقاء التحاليل.

أرضية صالحة للتطوير ومعاودة الإنعاش

كان الاجتماع إيجابياً وتفاعلياً مع المعامل وأشار الدكتور حساني على أنه سيتم اجتماع بعد ستة أشهر لتقيم الأعمال الموجزة خلال هذه الفترة.

المتحاورون
كما قالت الدكتورة عزة محمود الكن المديرة الفنية لمعمل القنواتي للصناعات  الدوائية: مستمرون في تقديم الدواء وتطوير المعامل الى الوجه الأمثل ليتواكب مع دول الجوار والعالم ، بعد ان تدمرت معظم الصناعات الوطنية في زمن النظام البائد وأعوانه الذين مازالوا يشوهون سمعة المعامل باستخدام السوشيال ميديا. شاكرة فريق وزارة الصحة للنهوض في منهج جديد وتقدم اسم سوريا الحرة محلياً و عالمياً في صناعة الدواء
المهندس طارق الشيخ أمين مدير عام معمل البيروني أوضح انه في ظل المحاولات الحثيثة لترميم التركة المتهالكة للمؤسسات والشركات والمصانع ولتأسيس مستقبل جديد للصناعات الدوائية السورية تأتي مبادرة وزارة الصحة ممثلة بالدكتور إبراهيم الحساني بإقامة هذه الورشة مع أعضاء المجلس العلمي لمنتجي الأدوية لمناقشة التحديات والصعوبات التي تعترض هذه الصناعة وسبل تذليلها إضافة إلى مناقشة الرسوم المفروضة سابقاً وتعديلها بما يتناسب مع الواقع الحالي ويخدم تسريع عملية ترخيص وتسجيل وتحليل المستحضرات الصيدلانية المحلية لضمان وصولها إلى المرضى بجودة عالية وأمان موثوق.

الصحة بأدائها الجديد تعكس الدقة والعلمية في اتخاذ القرار

وطرح موضوع استيراد المواد الأولية وتصدير المنتجات الجاهزة على الطاولة. مع تفنيد جميع القضايا المتعلقة بهذا الموضوع. ومناقشة تفعيل حقيقي للمخابر الموجودة والمزمع إنشاؤها في المطارات والمعابر. لحماية السوق الدوائي من تغلغل الأدوية المغشوشة والمزورة والمواد غير  المراقبة.

تراجع معامل الأدوية يعني تراجع الاقتصاد
أوضح الصناعي رفيق القنواتي( الواقع.. واستنباط الحلول العملية المرضية للجميع.. أحد اصحاب المعامل الدوائية في دمشق / سوريا مصرحاً..
أن المعامل تعرضت كثيراً لانتهاكات وتخريب في ظل النظام السابق، الذي قام  بتشويه سمعة الصناعة الدوائية داخلياً وإقليمياً ما أثر على نهوض الاقتصاد والتطور في هذه الصناعة.
حيث كرس النظام السابق جميع مؤسساته لكبح عجلة إنتاج الصناعيين وعرقلة تأمين الدواء إلى المواطنين من خلال فرض رسوم وضرائب إضافية. ولكننا وبإيمان مطلق منذ عام ١٩٢٣ وعهداً علينا للاستمرار نجدد وعدنا في سوريا الحرة للاستمرار رغم الصعوبات وبإيمان مطلق لتلبية الأسواق وكي نساهم بشفاء جميع المرضى.

حوار الشغف والاهتمام
إن هذا الحوار يعكس أهمية التعاون بين مختلف المعنيين بالصناعة الدوائية وصولاً إلى عودتها لمصاف الصناعات الأولى في القطر ودفع عجلة الاقتصاد في سوريا بعد تحريرها.
والمؤسف ان تكون الحكومات السابقة هي المعرقلة والمانعة لتطور هذه الصناعة، حيث كانت تتعامل مع المصنعين بفوقية واستغلال، وهذا ماجعل أصحاب المعامل يهاجرون. وبالتالي سد نقص الأدوية بالاستيراد وخسارة الدولة للعملة الصعبة، ونشوء طبقة من المحتكرين للاستيراد والتحكم بالسوق، وخاصة الأدوية النوعية.

إن هذا الحوار يعكس أهمية التعاون بين مختلف المعنيين بالصناعة الدوائية وصولاً إلى عودتها لمصاف الصناعات الأولى..
نتمنى الالتفات إلى واقع الصناعات الدوائية والتحديات المعيقة لعودتها لتكون الصناعة الأولى. وهذا يتطلب الاهتمام بواقع المعامل والإحصائيات الحيوية ووضع خطة لدراسة التوافر الحيوي للأدوية من خلال التعاون بين مديرية المشافي ومديرية الدواء.

مشكلات كثيرة ولكن مع الإرادة الوطنية والاندفاع
والمتابعة وتغيير نظرة أصحاب المعامل والعادة التركيز عن التعاون والحوار مع المعنيين الذين لمسنا لديهم سعة الصدر وشغف المتابعة والسعي لإنجاح هذه الصناعة واستعادة بريقها….

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار