بدعم يقدر بـ ٢ مليون يورو.. «الزراعة» ترعى توقيع اتفاقية المرحلة الثانية من إزالة زهرة النيل
الحرية_ لمى سليمان:
تم اليوم برعاية وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور محمد طه الأحمد، توقيع اتفاقية بين منظمة الفاو ممثلة بطوني العتل ممثل منظمة الفاو في سوريا بالإنابة والحكومة الإيطالية ممثلة بالسفير الإيطالي ستيفانو رافاجنان وماريان وورد المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي WFP لإطلاق المرحلة الثانية من مكافحة زهرة النيل في مجرى نهر العاصي بسهل الغاب، وذلك في مبنى وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.
وفي تصريح خاص لصحيفة “الحرية” تحدث وزير الزراعة والإصلاح الزراعي عن أهمية توقيع البروتوكول بين منظمة الفاو والحكومة الإيطالية لاستكمال المرحلة الثانية من مشروع إزالة نبات زهرة النيل من الأقنية الزراعية، لتتم الاستفادة بشكل أفضل من المياه. فبعد أن تمت إزالة الزهرة بالطرق الميكانيكية، سيتم الآن وفي المرحلة الثانية إزالتها بالطرق الحيوية من خلال تربية بعض الأعداء، وبناء على ذلك سيتم دعم مخبر الأعداء الحيوية الموجود في مدينة حماة.
كما أكد الوزير في تصريحه أن الدعم ليس فقط المخبري، وإنما سيكون بتقديم مشاريع حيوية تؤمن سبلاً للعيش لأكثر من ألفي أسرة متضررة من الحرب ليستطيعوا النهوض بمواردهم من جديد. وهذه المشاريع تركز على سلاسل القيمة الغذائية قد تكون تصنيعية أو تسويقية، وتندرج تحت مسمى مشاريع دعم الأسر الريفية.
وأضاف د. الأحمد لـ”الحرية”:إن مقدار الدعم للمرحلة الثانية من المشروع يقدر بـ ٢مليون يورو، وأنه قد تم استلام الحصادات وتوزيعها، واحدة في سد محردة وأخرى في منطقة الغاب وبدأ العمل بالفعل على أرض الواقع، ولكن التركيز الحالي على طريقة القضاء على العشب من خلال تربية الأعداء الحيوية.
و نوه الوزير بأن هذا البروتوكول تم توقيعه للمرة الأولى في الوزارة بعد أن كان يتم بمعزل عنها لأسباب قد تتعلق بشروط معينة للوزارة أو أن الأمر لم يكن مستحباً من قبل الوزارة السابقة.
وفي تصريح مماثل تحدثت ماريان وورد المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي WFP لصحيفة الحرية عن أهمية توقيع البروتوكول، كون المياه نقطة أساسية في العمل الزراعي ومن الضروري العمل على وصولها إلى المزارعين.
وأكدت وورد أن الجيد بالأمر الآن أن العمل قد بدأ على أرض الواقع مع تطور واضح في الآليات وبعد أن تم في المرحلة الأولى وبالتعاون مع منظمة الـ FAO إعادة ترميم الأقنية، سيتم الآن في المرحلة الثانية التأكد من الإزالة الكلية لهذه الزهرة والتي رغم جماليتها تعد مدمرة للبيئة، ومن ثم وصول المياه إلى ألفي عائلة متضررة ليتمكنوا من إنتاج المزيد من الطعام لعائلاتهم ولمجتمعاتهم، وبالتالي استثمار أموالهم، وبذلك فهي تشكل مصدر عمل للعديد من العوائل.
ومن الجدير بالذكر أن FAO تحاول العمل على التأكد من إزالة الخطورة من المياه بشكل كامل، وذلك عن طريق استخدام تقنيات بيولوجية حديثة.
وبدوره تحدث السفير الإيطالي ستيفانو رافاجنان عن أن الدعم الإيطالي للزراعة السورية مستمر، وأهمية المشروع الحالي تكمن في تعزيز العملية الزراعية وأن إيطاليا ستكون مكوناً أساسياً لدعم القطاع الزراعي لإيجاد فرص عمل للعديد من الأشخاص.
بدوره، طوني العتل ممثل منظمة الفاو بالإنابة، بيّن أن توقيع المرحلة الثانية من مشروع دعم الإنتاج الزراعي وسبل العيش المتعلقة بالزراعة لصغار المزارعين المتضررين من الأزمة في منطقة الغاب، من خلال الإدارة المتكاملة لزهرة النيل والممول من الحكومة الإيطالية والمنفذ بشكل مشترك بين منظمة الفاو وبرنامج الغذاء العالمي، وستستمر هذه المرحلة لمدة عامين بهدف تحسين سبل العيش بشكل متكيف مع المتغيرات المناخية في منطقة الغاب المتضررة من زهرة النيل في الموارد المائية بشكل أحدث ضرراً كبيراً لصغار المزارعين المعتمدين على الزراعة في حياتهم.
ونوه العتل بأن المرحلة الأولى ركزت على المكافحة الميكانيكية والبيولوجية للزهرة، في حين تأتي المرحلة الثانية استكمالاً للأولى مرتكزة على دعم سبل العيش من خلال تنمية المجتمعات المحلية والتركيز على سلاسل قيمة ذات أهمية في المنطقة وتحسين إنتاجيتها ووصول المزارعين إلى السوق لزيادة دخلهم من جهة وتوفير الغذاء في المجتمعات المحلية من جهة أخرى.