طائر البوم المتهم البريء هل استوطن ديارنا؟
تشرين – محمد فرحة:
توجد في غاباتنا حيناً وفي الأماكن المهجورة حيناً آخر طيور البوم المتعددة الأشكال والأنواع والألوان، ما يؤكد أن بعضاً منها مهاجر ويعبر الأجواء السورية، مثل البوم الطويل الأذنين الأبيض، الذي يشبه رأسه رأس الهر، وبعضه الآخر مستوطن.
بالأمس عثرت على أحد هذه الطيور وقد تعرض لقنص الصيادين ولمّا كان لا يؤكل تُرك مرمياً في الغابة، فكم يحز في نفسنا مثل هذا السلوك غير السوي، فطالما لا يؤكل لماذا تم قنصه من الصيادين الذين يعرضون طيورهم التي يقنصونها ببنادقهم من دون أن يسألهم أحد رغم وجود قانون يمنع الصيد حفاظاً على التوازن البيئي؟
وهناك البومة الرمادية، وهي الأكثر وجوداً في سورية والتي تعد الغابات والأماكن المهجورة موئلاً مهماً لغذائها، وخاصة بوجود الفئران والحشرات الكبيرة، زد على ذلك فهي ملاذ لها ولتكاثرها بعيداً عن أعين وأنظار بني البشر.
وبيّن مدير زراعة حماة أشرف باكير، وهو عضو في لجنة مكافحة الصيد، أن قانون الصيد يمنع اصطياد طيور كهذه، فهي من الطيور النافعة، خاصة أنها تتغذى على الفئران التي نشن حملات واسعة لمكافحتها والتخلص منها.
وقد باتت هذه الطيور، ونقصد هنا البومة، تعاني حالياً الكثير من ملاحقة الصيادين كباقي الطيور رغم الفارق بينهما، فهي لا تؤكل بل مفيدة جداً، عكس بقية الطيور.. وتطرق باكير إلى أنها توجد في الأماكن المهجورة بحثاً عن الطرائد.
بالمختصر المفيد: لقد أثر كثيراً استخدام المبيدات الحشرية في وجود موائد البوم من الفئران والسحالي وغير ذلك، لكن لماذا يعده الناس طائر شؤم نظراً لوجوده في الخراب والأماكن المهجورة وهو الذي يهرب من الناس؟ فهو من الطيور الجميلة، لكنه المتهم البريء.