المطالبة بالتشدد في مراقبة عمل وسائط النقل من دون إعطائها مخصصاتها من المحروقات، هل هذا ممكن؟
تشرين – محمد فرحة :
ناقشت لجنة المحروقات في حماة، بحضور المحافظ عبد الرحمن برمو وقائد الشرطة اللواء حسين جمعة أمس مشكلة النقل، وطالبت بمراقبة عمل الآليات وإعطاء الأولوية بالمخصصات لقطاع النقل.
حيث أكد المحافظ على ضرورة إعطاء الأولوية في تخصيص المحروقات لقطاع النقل والصحة، وهذا شيء جميل وأثلج صدور السائقين والمواطنين في آن معاً.
لكن هل هذا الكلام ينسجم من الواقع ونرى تنفيذه؟ فكل الذين مروا من قبل كانوا يؤكدون الكلام نفسه، ومع ذلك كانت أزمة النقل تتفاقم في ذروة النشاط الاجتماعي والتنقل، ولاسيما خلال العام الدراسي بمختلف صنوفه وأشكاله، وخاصة تنقل طلبة الجامعات بين مختلف مدن المحافظة والمحافظات الأخرى.
بل طالب المحافظ بمراقبة عمل هذه الآليات، فليس من الصعب أن يعد المعنيون المواطن بكل شيء لطالما يقولون ما لا يفعلون. فأزمة النقل اليوم تتصدر واجهة الأزمات لجهة تعلقها وارتباطها بالمواطن.
رئيس هيئة خط حمص مصياف ومصياف حماة ومصياف دمشق أكدوا دائماً أن جميع السائقين لا يحصلون على مخصصاتهم المحددة أصولاً في بطاقة الـ / جي .بي .اس / فليس من المعقول أن سائقاً مخصصاته ٤٠ ليتراً يفتح بطاقته ليجد فيها عشرة ليترات وأحياناً / ٢ / ليتر.
وأشار رئيس هيئة خط مصياف حمص محمد القاسم إلى أن عملية الاقتطاع التي تتم يومياً من مخصصات وسائط النقل تسيء لكل الوقائع المفرحة الأخرى، فأصحاب هذه السيارات يعتاشون و”يعيّشون” أسراً، فكيف سيكون ذلك إن لم تتوافر لهم مخصصاتهم التي تم إقرارها وتحديدها أصولاً ..؟
وهذا ما عاد وكرره وأكده علي حداد مسؤول خط نقل أيضاً، بأن مشكلة النقل اليوم تتمثل في عدم إيصال المخصصات الكافية والوافية وفقاً لما هو محدد للكل وعلى ضوء عدد كل نقلة، لكن هذا لا يحدث أبداً.
وأضاف :إن إعطاء الأولوية اليوم لقطاع النقل، كما ذكر المحافظ، وعلمنا بذلك شيء جميل، نتمنى أن نرى ثماره على أرض الواقع.
من جانبه، كان قد أكد مدير سادكوب في حماة عباس غضة أن القضية برمتها خارجة عن إرادة “محروقات حماة”، مضيفاً: مخصصات المحطات من المحروقات تصل ونقوم بتزويدها للمحطات أصولاً، وهنا ينتهي دورنا.
بالمختصر المفيد: مشكلة النقل تشلّ التواصل، وخاصة في أيام الجمعة، فمحطات الانطلاق اليوم شبه خالية من البشر كالمقابر، وهي تشهد مئات العسكريين والمسافرين، وعليهم أن يتدبروا أمرهم، وللتذكير فيوم الجمعة الفائت قام صاحبا باصين بنقل الركاب من مصياف إلى دمشق، فلم يتقاضيا أي ليتر من المازوت، فبات السائقون يقولون لا نستطيع الإيفاء بما هو مطلوب منا طالما لا يتم توفير مخصصاتنا المحددة من المحروقات، فعندما يحدد لنا نقلة أو نقلتين على الخطوط المسجلين عليها سنلتزم بها بكل تأكيد، وهذا مطلبنا وسبيل عيشنا، لكن ألا نتقاضى المخصصات المحددة فهذه مشكلة ، حلها عند الجهات المعنية .