مخابز ريف دمشق تدرس إدخال «الطاقة الشمسية» في إنتاج الرغيف.. مدير الفرع: إنفاق 84 مليار ليرة لتأمين استقرار المادة
تشرين – مركزان الخليل:
كشف مدير فرع المخابز في ريف دمشق الدكتور علي محمد أن توفير رغيف الخبز بصورة مستمرة وفاعلية أكبر، لتغطية جغرافية المحافظة والوصول بها الى كل بيت، من أولويات العمل ليس على مستوى الفرع فحسب، بل المؤسسة والوزارة وكل الجهات الشريكة في تأمين استقرار المادة وتوفيرها لكافة المواطنين، بما ينسجم مع الحالة الاقتصادية والاجتماعية للمحافظة.
وبالتالي ما زال موضوع تأمين الرغيف بأفضل جودة ممكنة هو الشغل الشاغل لجميع الفعاليات المعنية بالمحافظة، من خلال الاستمرار بتأمين المواد اللازمة للإنتاج، وأعمال الصيانة الدورية لخطوط الإنتاج، بالإضافة إلى التوسع الأفقي في منافذ البيع، حيث قدر حجم الإنفاق ( الجاري والاستثماري) منذ بداية العام وحتى نهاية شهر آب بحدود ٨٤ مليار ليرة، معظمه في مجال تأمين مواد الإنتاج، والزيوت والصيانات، والرواتب والتعويضات، بالإضافة إلى عقود الصيانة عن طريق المؤسسة والتي تخص فرع ريف دمشق، في حين بلغت قيمة الإنتاج “الخبز المنتج بالسعر المدعوم” خلال الفترة المذكورة حوالي ٥٩ مليار ليرة.
أما فيما يتعلق بتوافر المواد الرئيسية للمنتج، فقد أكد محمد خلال حديثه لـ”تشرين” أن محافظة ريف دمشق تحظى باستقرار واضح في عملية إنتاج وتوزيع مادة الخبز، من خلال منافذ البيع المباشر من المخابز، وكذلك الأكشاك والمعتمدون وصالات (السورية للتجارة)، ومع بداية العام الدراسي الجديد لاحظنا عدم وجود ازدحام على المخابز نتيجة الإجراءات التي ذُكرت آنفاً، ما حقق نوعاً من التوازن في وصول المادة إلى كل جغرافية المحافظة، رغم المسافات المتباعدة بين الأفران ومواقع الاستهلاك، من دون أن ننسى القطاع الخاص “الشريك في تأمين الرغيف” والذي يساهم بشكل كبير في تأمين مادة الخبز للمواطنين مناصفة مع مخابز المؤسسة السورية للمخابز، ولذلك فهو يلقى اهتماماً كبيراً من قبل الوزارة، حيث تقوم الوزارة بتأمين مستلزمات الإنتاج لهذه المخابز وتقدم لها مادة الخميرة وأكياس النايلون مجاناً دعماً لهم للاستمرار في العملية الإنتاجية.
ولدينا في محافظة ريف دمشق حالياً أربعون مخبزاً، منها ثمانية مخابز تعمل بنظام الإدارة، والباقي يعمل بنظام الإشراف ومنها مخبزان في محافظة القنيطرة تتبع إدارياً لفرع ريف دمشق للمخابز..
أما فيما يتعلق بالطاقات الإنتاجية اليومية لهذه المخابز فقد قدرت بحوالي 493 طن دقيق، أي حوالي 104 آلاف طن، أي ما يعادل إنتاج 110 ملايين ربطة خبز زنة الربطة الواحدة 1100 غرام خلال الفترة الماضية من العام الحالي، ومثلها تقريباً للمخابز التموينية الخاصة.
ويؤكد محمد أن هذا العمل المتواصل على مدار الساعة، وخاصة أن المنتج من ضرورات معيشة المواطن، لا يمر من دون معوقات وصعوبات يومية، أهمها نقص اليد العاملة وتسربها، بسبب انخفاض الأجور، ناهيك بارتفاع تكاليف الصيانة من آلات ووسائل نقل بسبب ارتفاع تكلفة الإصلاحات، وارتفاع أسعار حوامل الطاقة، وبالتالي كل ما ذكر من مشكلات هي جزء من منغصات العمل اليومي، وخاصة أن عمل المخابز ليس بالصورة المثالية نتيجة الظروف الحالية وخاصة الحصار والعقوبات الاقتصادية التي تعرقل تأمين المستلزمات بالصورة المطلوبة والسرعة الكلية، رغم ذلك الجهود مستمرة في سبيل المحافظة على جودة رغيف الخبز وكذلك وضع خطوط إنتاج جديدة في الخدمة بشكل دائم من أجل تخفيف حالات الازدحام إلى أدنى درجة ممكنة، حيث تم مؤخراً وضع مخبز جديد في الخدمة في منطقة المليحة، ويتم العمل أيضاً على تأهيل وافتتاح مخابز جديدة في عدة مناطق في ريف دمشق خلال الفترة القادمة، طبعاً معظم المخابز تعمل على مولدات الديزل وهذا يترتب عليه أعباء كبيرة من حيث تأمين المحروقات اللازمة وكذلك التكلفة العالية التي تتكبدها المؤسسة.
وانطلاقاً من ذلك توجهت المؤسسة إلى تجربة تشغيل المخابز عن طريق الطاقة الشمسية وهي حالياً قيد التجربة، وقد تم العمل بها في مخبزين في محافظة دمشق وحلب، وكانت النتائج إيجابية وذات جدوى اقتصادية، حيث يتم حالياً توسيع نطاق التجربة بما يحقق الغاية والهدف، إلى جانب العمل على إدخال أفران جديدة للخدمة لزيادة الكميات المنتجة من الرغيف خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في مناطق المليحة وببيلا ويلدا والناصرية، وكذلك سيتم العمل على إعادة تأهيل مخبز التل الآلي وتركيب خط إنتاج جديد مع تأهيل خط الإنتاج الحالي..